اعتادت معظم الأسر الجزائرية الاستمتاع بالعطلة الصيفية التي كانت تمتد إلى أكثر من ثلاثة أشهر في السنوات الماضية عند أغلب العائلات، ولكن الأمر اختلف بالنسبة لهذا العام نتيجة لتزامن تاريخ العطل الصيفية للكثير من هؤلاء مع حلول شهر رمضان في فصل الصيف الذي يتميز بالارتفاع المحسوس في درجة الحرارة، إلا أن الكثير من هؤلاء المواطنين اعتبروا أن عطلة الصيف لهذه السنة الأقصر من نوعها نتيجة توسط شهر رمضان الكريم هذه العطلة مما أدى بخلط برنامج الاصطياف لدى العديد منهم، فيما لجأ البعض الآخر إلى إلغاء كل المخططات والرحلات من أجل العودة إلى المنازل لاستقبال هذا الضيف الكريم الذي يحل علينا كل عام ببركاته ونفحاته الزكية، هذا الشهر الذي ينتظره الصائمون بشغف كونه فرصة سانحة للتقرب من الله بالعبادة وأفضل الأعمال لما له من نكهة في قلوب المؤمنين، حيث يتم استقباله بطريقة خاصة من جميع النواحي سواء كانت مادية أو نفسية وحتى اجتماعية, شهر ينتظره الصائمون بشغف لترويض النفس على الصبر وترك الملذات والشهوات خاصة وأنه حل علينا هذه المرة في شهر جويلية وأوت أين كان سببا في تقليص فترة موسم الاصطياف مما أجبر أغلبية المصطافين على قطع عطلتهم الصيفية والعودة بأدراجهم إلى منازلهم وذويهم مما انعكس بدوره سلبا على النشاط التجاري الموسمي على مستوى البلديات الساحلية التي تشهد حركية كبيرة خلال هذه الفترة. وحسب ما صرح به الكثير من الأفراد الذين التقيناهم عن عطلة هذا العام، هناك من تمنى لو مددت عطلة الاصطياف ولو لأسبوعين على الأقل حتى يتسنى لهم الاستفادة أكثر من أمواج البحر والشمس، ولكن حلول شهر رمضان أجبرهم على العودة للتحضير لهذه المناسبة الدينية، حيث سجلت الأيام الأولى من رمضان انعداما كليا للمصطافين مقارنة بالسنة الماضية نتيجة رغبة العائلات العودة إلى منازلها لإحياء ليالي هذا الشهر الكريم وسط الدفء العائلي وتبادل الزيارات بين الأقارب والمعارف وهي عادة جزائرية، أين تجتهد كل امرأة جزائرية في طقوس خاصة بها تختلف عن باقي الدول الإسلامية، مغتنمة الفرصة لتحضير بعض التوابل يدويا وما شابهه من الأعمال الأخرى التي تسعى إليها أي امرأة جزائرية. هذا التداخل الذي حصل أدى إلى شعور البعض الآخر بالإحباط والاكتئاب نتيجة إلغاء عطلهم مما أدى إلى حدوث نوع من الإحباط النفسي وعدم الانتظام في الحياة اليومية هي أكثر ما يعيق استقرارهم نتيجة عدم انتظامهم، حيث ذهب البعض منهم إلى قضاء عطلته بالسهر ليلا والنوم نهارا أين تكمن خطورتها في أنها عادة أدمن البعض عليها خلال هذا الشهر، وهذا ما أكده أحد المواطنين الذي قضى إجازته في السهر ليلا، بين الأنترنيت والدردشة على الفايسبوك أو بتتبع القنوات التلفزيونية، في حين ينام في النهار حتى الساعة الواحدة زوالا ما أشعره بضيق نفسي جعله يتخبط في دوامة الفراغ وعدم الانتظام لذا ينصح المتخصصون بعلم الطاقة أن ينظم الشخص وقته ويعطي الليل والنهار والصيام حقهما من النوم والعمل، لأن الفوضى تسهم في انعدام الطاقة وضياع قدرات الشخص الذهنية والبدنية مما يعيق عملية أداء واجب الصيام على أحسن وجه.