تزامن شهر رمضان هذه السنة مع بداية النصف الثاني من شهر أوت جعل العطلة الصيفية تتقلص إلى شهر ونصف كما أخلط أجندة الفنادق والوكالات السياحية التي اعتادت على تحقيق أرباح هامة خلال العطلة الصيفية. و كعادتها تستقطب مختلف المناطق الساحلية بالعاصمة خلال موسم الإصطياف العديد من الزوار والسياح من داخل وخارج الوطن كما هو حال المركب السياحي لسيدي فرج الذي عرف توافدا كبيرا للمصطافين خلال شهر جويلية و كذا بداية أوت. وتستمر كثافة المصطافين- التي تصل إلى 50 ألف زائر يوميا- حسب القائمين على تسيير هذا المركب إلى غاية منتصف الشهر الجاري لتتناقص بصفة ملحوظة مع بداية شهر رمضان. معدلات قياسية في عدد الزوار والمصطافين شهدت مختلف المؤسسات السياحية المتواجدة على مستوى سيدي فرج توافدا فاق التوقعات أحيانا خلال شهر جويلية و بداية أوت و يعود ذلك للمهرجان الإفريقي الذي احتضنته الجزائر مؤخرا بالإضافة إلى اقتراب حلول شهر رمضان. و قد أجبر تزامن شهر الصيام مع النصف الثاني من شهر أوت العديد من العائلات الجزائرية والمصطافين على تقليص عطلتهم الصيفية إلى غاية منتصف أوت للعودة بعدها للتحضير للشهر الفضيل. كما صعب هذا الوضع على القائمين على تنظيم الموسم الصيفي من فنادق ووكالات السياحة تنظيم أجندتها نظرا لتركز الطلبات على فترة وجيزة فقط (شهر جويلية و النصف الأول من أوت) . و ألزم اقتراب شهر رمضان العديد من المصطافين الذين التقت بهم واج على مستوى هاته المؤسسات السياحية ممن ألفوا البقاء لمدة أطول بالفنادق تقليص عطلتهم نظرا للإكتظاظ الكبير الذي تشهده أماكن الترفيه والفنادق. و أوضح سليم 50 سنة أب لطفلين " اعتدنا على البقاء لمدة أطول خلال السنوات الفارطة لكن هذه السنة سنجبر على العودة إلى المنزل مبكرا نظرا للإكتظاظ في الفندق والمطاعم نتيجة تركز الطلبات على فترة وجيزة." واضطرت مختلف الفنادق التابعة لمؤسسة التسيير السياحي بسيدي فرج بما فيها فندقي المنار والمرسى إلى تخفيض أسعار الإقامة بها خلال شهر رمضان إلى غاية 70 بالمائة وهذا لكسب بعض الزبائن في ظل التراجع الكبير الذي تعرفه الخدمات الفندقية خلال هذا الشهرالكريم . و في هذا الإطار أكد مدير فندق المنار السيد أحمد بن مدور في حديث خص به واج أن اعتماد مؤسسته الفندقية لهذه الإستراتيجية ( تخفيض أسعار الإقامة) يهدف إلى جلب الزبائن خلال شهر رمضان خاصة و أنه يتزامن مع العطلة الصيفية. و أضاف أن هذه التخفيضات ستسمح أيضا للوافدين على الفنادق على كسر الروتين الذي اعتادوا عليه خلال شهر رمضان و "إن كان من الصعب تحقيق ذلك نظرا للجو المميز الذي يخلقه هذا الشهر وسط العائلات الجزائرية." و أشار إلى ان الخدمات الفندقية التي تنخفض بنسبة 60 بالمائة خلال رمضان يمكن أن تضمن في نفس الوقت إقامة مميزة للمغتربين الذين يحبذون قضاء هذا الشهر على أرض الوطن . من جانبه أوضح مدير فندق المرسى التابع لذات المؤسسة السياحية السيد يوسف شريفي أن شهر رمضان سيسمح بتواصل النشاطات الفنية والترفيهية التي تضمنها هذه المؤسسات الفندقية رغم تراجع معدلات الإقامة على مستوى هذه الفنادق. و أفاد أن البرامج الفنية ستكون خاصة بشهر رمضان " لتمكن العائلات من الإستمتاع بسهرات هذا الشهر الكريم بحلة جديدة غير تلك التي ألفتها في البيت." وأجمع مختلف القائمون على تسيير الوكالات السياحية الخاصة والعمومية أن تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية يعتبر بمثابة تجربة جديدة بالنسبة إليها خاصة و أن هذا التزامن بين الفترتين لم يحدث منذ ثلاثين سنة. و محاولة منه لجلب الزبائن خلال الشهر الفضيل ارتأى الديوان الوطني الجزائري للسياحة تنظيم خرجات ليلية للعائلات إلى المركبات السياحية و تنظيم سهرات رمضانية و ذلك من خلال تسخير حافلات خاصة تقل العائلات من خمس نقاط بالعاصمة إلى وجهات ساحلية منها المركب السياحي لزرالدة. كما لم يفوت الديوان فرصة تخفيض الأسعار لزبائنه "و إن كان ذلك لا يساهم بقدر كاف في جلبهم نظرا لخصوصية عادات وتقاليد المواطن الجزائري خلال هذا الشهر الفضيل حيث يفضل قضاءه بين أحضان العائلة و بطريقة تقليدية" حسب مسؤول من الديوان. من جهتها أفادت وكالات سياحية خاصة أن الطلب ارتفع بشكل ملحوظ خلال شهر جويلية و إلى غاية منتصف أوت مقارنة بالسنة الفارطة إلا أنها في الوقت نفسه لم تسجل أي طلب تحسبا لشهر رمضان. و أفادت فيدرالية الوكالات السياحية "أن 80 بالمائة من الجزائريين فضلوا هذه السنة قضاء عطلتهم الصيفية بأرض الوطن" أي تم تسجيل نقص في الطلب على الوجهات الدولية نظرا لضيق الوقت وميزانية التحضير لشهر رمضان بالإضافة إلى فيروس أنفلونزا الخنازير الذي زادت حدة انتشاره مؤخرا عبر العديد من الدول. كما اعتبرت ذات الوكالات أن السياحة الدينية (التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة) خلال شهر رمضان ستنتعش هذه السنة نظرا لأن مختلف الزبائن سيكونون في عطلة و هو ما يسهل عليهم التوجه إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة خلال شهر رمضان. و أبدت مختلف الوكالات السياحية استعدادها للقيام بدراسة معمقة لجلب السائح خلال رمضان في السنوات المقبلة نظرا لأن تزامن الشهر الفضيل مع العطلة الصيفية سيتواصل طيلة الخمس سنوات المقبلة