بعد حوالي أسبوع من انطلاق عرضه، مع بداية شهر رمضان الكريم، لا يزال مسلسل عمر بن الخطاب يثير جدلا واسعا بين مؤيد ومعجب، وبين معارض ومستاء، من تجسيد عدد كبير من الصحابة، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وغيرهما. غير أنه وفي المقابل، فإن مسلسل عمر الذي حمل عنوان (عمر)، جذب اهتمام عدد كبير من الشبان، وحتى من الشابات كذلك، لكن إعجاب الشبان به بدا واضحا من خلال أحاديثهم وآرائهم، حول ذات المسلسل بعد عرض كل حلقة من حلقاته. مسلسل عمر بن الخطاب إذن، الذي يأتي في إطار المسلسلات التي تتناول أهم شخصيات التاريخ الإسلامي، جذب انتباه الشبان الجزائريين على وجه الخصوص، بفضل الإمكانيات الكبيرة التي تم تسخيرها لإنجاز عمل في مستوى شخصية الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، ناهيك عن التفاصيل الكثيرة التي أدرجها المسلسل فيما يتعلق بحياة الفاروق عمر خلال جاهليته، إضافة إلى ما رافقها من تفاصيل أخرى حول فترة الجاهلية في مكة، وما كان يعيشه العرب من أحداث ومظاهر مختلفة. كما أعادت بعض مشاهد المسلسل للأذهان مشاهد من رائعة (الرسالة) الذي يبقى فيلما خالدا ينال إعجاب كل جيل، وكثيرون يشاهدونه ويعيدون مشاهدته دون كلل أو ملل، غير أنه وبالمقابل من ذلك، فإن مسلسل عمر قد قسم متابعيه إلى فئتين مثلما كان متوقعا منذ البداية، بين مؤيدين ومعجبين بمستوى الطرح وأسلوبه، وبين معترضين على تجسيد شخصيات كبار الصحابة، من طرف ممثلين عاديين، حتى وإن كانوا ممثلين من الطراز العالي على غرار النجم (غسان مسعود) الذي جسد شخصية الصديق أبا بكر رضي الله عنه، والنجم سامر إسماعيل، الذي جسد شخصية الفاروق، وغيرهم، وهم ممثلون لهم بصماتهم الواضحة، في العديد من الأعمال الدرامية الضخمة، على امتداد عدة سنوات. في هذا الإطار، يقول الشاب أسامة البالغ من العمر 25 سنة من الحراش، إنه من بين الأعمال الرمضانية الكثيرة المعروضة سواء على القنوات الوطنية أو العربية، فإن مسلسل عمر، هو أكثر مسلسل شد انتباهه وقد أراد مشاهدته منذ انطلاق إعلان عرضه قبل الشهر الكريم، وعن سر إعجابه به قال إنه يروي حياة صحابي جليل، له من المواقف ومن البطولات ومن الإيمان والشجاعة، والقوة لنصرة الإسلام، ما يجعلنا نرغب دائما في اكتشاف كل تفاصيل حياته وسيرته، ومن خلال الحلقات الأولى للمسلسل، يضيف أسامة بأنه يبدو أن القائمين على العمل، قد قاموا بمجهودات كبيرة من أجل الإحاطة بالعديد من التفاصيل في حياة الفاروق عمر بن الخطاب، وتقديمها للمشاهدين. لكن وعلى الجانب الآخر، فإنه ومع الإمكانيات الكبيرة والمجهودات الجبارة، إلا أن مشاهدين آخرين اعترضوا كثيرا على فكرة تجسيد الصحابة، خاصة العشرة المبشرون بالجنة، والصحابة الذين كانت لهم مكانة كبيرة في الإسلام. وفي هذا الجانب، قال أحد الشباب من حي المدنية بالعاصمة، إنه لم يكن يتوقع أبدا أن يرى الفاروق عمر، مجسدا من طرف ممثل ما، فربما لن يقدم في المستقبل عملا في مستوى عمله المقدم الآن، مضيفا أن سيناريو مسلسل الصديق يوسف يتكرر حاليا. لأنه يعتقد أن للأنبياء والمرسلين والصحابة، هيبتهم ومكانتهم المقدسة، التي لا يمكن لأي بشر مهما بلغت درجة إتقانه وتقمصه للشخصية أن تشفع له في تجسيدها، وبالتالي فمن غير المقبول أن يتم تجسيدهم مهما كانت المبررات، قائلا إنه لو تم الاكتفاء بعصا أو بإشارات، أو برواية حياته أو إيجاد أية طريقة أخرى، إلا تجسيده لهان الأمر، لكن بهذه الطريقة، فهو يعتقد أن كثيرين قد يتخذون نفس رأيه، وعن مقاطعته مشاهدة المسلسل من عدمها، قال إنه لا يحب الحكم على الأشياء دون أن يراها ويتابعها، ولذلك فهو يتابعه ليكتشف بنفسه المساوئ والمحاسن الموجودة في المسلسل.