تعرضت مقابر على مستوى المقبرة القديمة المسماة -المعمرة- ببلدية مقرة بولاية المسيلة إلى -اعتداء سافر- بعد أن باشرت مصالح البلدية أشغال مد أحد المناطق بالمياه الشروب على حساب رفات الموتى التي تعرضت للتخريب أثناء عملية الحفر وهذا ما أثار استنكار شديد لدى سكان المنطقة.. وحسب ما رواه لنا السكان الذين بدت عليهم أمارات الغضب، فإن سائق آلة الحفر لم يكترث للأمر لما أخبروه بوجود قبور بالمكان وأن عليه توخي الحذر خلال مباشرة عملية الحفر، إلا أن هذا الأخير واصل الحفر دون اهتمام، حتى وقع ما كان يخشاه السكان حيث وخلال بداية المراحل الأولى للحفر ظهرت للعيان جمجمة وبعض العظام ورغم ذلك، واصل السائق أعماله بصفة عادية وكأن بعض القمامة فقط من اعترضت طريقه وخرجت من تحت الأرض وهذا كان بأمر من الجهة صاحبة المشروع.. عندما تكون المقابر طريقا للحصول على قطرات من الماء.. وأضاف محدثونا أنه تم خلال هذه العملية تحطيم ما يقارب ثلاثة قبور، ولدى تلقينا نداء استغاثة من هؤلاء المواطنين المتضررين، سارعنا الى عين المكان ومن خلال جولة ميدانية قادتنا أول أمس الى المنطقة، أكد لنا المعنيون بالأمر أي المتضررون من هذه الأشغال أن السلطات المحلية ومصالح سونلغاز كانوا قد منعوهم في وقت سابق من مباشرة الحفر لمدهم بالغاز الطبيعي وتهيئة الطريق بسبب وجود مقابر في هذا المكان، حيث استجاب هؤلاء المواطنون لهذا القرار رغم أنهم محرومون من حقهم في الاستفادة من المرافق الضرورية للحياة مثل باقي السكان، إلا أنهم تفاجأوا مؤخرا بانطلاق أشغال حفر على مستوى المقبرة القديمة من أجل مد أحد المواطنين بالمياه الصالح للشرب، متسببة في تحطيم القبور وتهشيم رفات الموتى دون مراعاة مشاعر السكان الذين نددوا بسياسة -الكيل بمكيالين.. وذكر لنا السكان أنه سبق لمصالح البلدية وأن حرمتهم من الاستفادة من الغاز الطبيعي والطريق بسبب وجود المقبرة، متسائلين في هذا الصدد عن كيفية زوال أسباب المنع عندما تعلق الأمر بأحد الأشخاص المقربين، مطالبين الوصاية بإيفاد لجنة تحقيق ولائية للوقوف على حجم الجريمة المرتكبة في حق الأموات، كما دعوا ممثل النيابة العامة إلى معاينة الموقع وتقديم المتسببين فيما وصوفه بالجريمة للمحاكمة.