قبل سنوات تم ترميم مقابر يهودية وأخرى للنصارى وتم نقل رفات موتاهم إلى مقابر أكثر حماية بمدينة الجلفة وفي عدد من ولايات من الوطن .. غير أن الأمر يختلف بالنسبة لبعض مقابر الجزائريين، حيث أول ما يلفت نظر الزائر إلى مقابرنا وجود عظام وجماجم محطمة وأجزاء أخرى للموتى مبعثرة في كل مكان ورفات الموتى خارج القبور واضحة للعيان .. كما هو الحال في إحدى المقابر التي زارتها ''الحوار'' بناء على إلحاح القراء وعدد من المواطنين حيث قيل بأن عدد المدفونين يتجاوز ألف إنسان. وتقع هذه المقبرة على حافة وادي ملاح على طريق تشهد حركة مرور كبيرة بالمنطقة المسماة ''الحجرة المباصية'' 4 كلم شمال مقر الولاية الجلفة، وبمجرد أن وطأت قدمانا تراب المقبرة اصطدمنا بكارثة طبيعية وإنسانية جراء الإهمال واللامبالاة من قبل الجهات المعنية، حيث تلعب الرياح ومياه الوادي بعظام هؤلاء الموتى في مشهد محزن ومؤثر للغاية، مشهد لامعقول عندما تظهر عظام الموتى وتشاهد جماجمهم .. ووفقا لما يرويه عمي أحمد وهو من سكان المنطقة منذ سنوات طويلة أن هذه المقبرة ينام بها عدد من الشخصيات التي لعبت دورا هاما في المجتمع من عدد من العروش من بينها، عرش الصحاري وعرش أولاد سيدي احمد وعرش أولاد عيسى، وتعتبر من المقابر القديمة التي مرت عليها عقود من الزمن، وأضاف أن والده وجده مدفونا في هذه المقبرة التي أصبحت غير آمنة جراء الحالة الكارثية التي تعرفها جراء ما تتعرض له من من انهيار للقبور بسبب مياه الوادي المجاور وعبث الحيوانات كالخنازير والكلاب .. وأضاف قائلا ''القبور كما ترون أصبحت مكشوفة لست أدري لماذا لم تتحرك السلطات المعنية لنقل رفات الموتى أو بناء سور يحمي القبور الباقية ''وتساءل'' ماذا لو كان من بين هؤلاء الموتى من له صلة بأحد المسؤولين هل ستبقى هذه المقبرة على حالها؟''. وحول هذا استنكرت مختلف شرائح المجتمع المدني والمواطنين هذه المأساة سيما أن الأمر يتعلق بقبور جزائريين تتعرض إلى الإهانة معتبرين ذلك جراء غياب روح المسؤولية والوازع الديني سيما وأن ذلك على مرأى من الجميع..