عادة ما اقترن شهر رمضان المعظم بعمليات سرقة مست اغلب الشرائح على مستوى الأزقة والشوارع والأسواق الشعبية بحيث يأبى اللصوص مضاعفة نشاطهم في ذلك الشهر، ففي الوقت الذي يضاعف فيه الكل من التعبد والصيام والقيام يختارون هم مضاعفة عمليات السطو والسرقة وأخذ مال الغير بغير وجه حق، وعلى الرغم من غياب تلك الظاهرة على مستوى الأسواق في هذه الأيام يتخوف الكل من انتشارها خلال أيام الشهر الكريم الذي يتوخى فيه الكل الحيطة والحذر خوفاً من وقوعهم كفرائس لدى هؤلاء الذين سولت لهم أنفسهم الاعتداء على الغير في اعز أيام الشهر الفضيل. بالفعل هو ما اعتاد عليه بعض المنحرفين الذين يكثفون من نشاطهم خلال ذلك الشهر وينتهزون في ذلك التعب والإنهاك الذي يكون عليه الصائمون، للتخطيط لعملياتهم لاسيما وأنهم على يقين أن اغلب المواطنين يتزودون ببعض المبالغ المالية لاستكمال مقتنيات اليوم فتكون لهم الفرصة للقيام بأعمالهم الإجرامية، ذلك ما شهده الواقع في الكثير من المرات قياسا بالسنوات الماضية التي عرفت عمليات سطو مكثفة خلال الشهر الكريم مما أدى إلى تكثيف الأمن على مستوى اغلب المقاطعات الشعبية ليل نهار لضمان سلامة المواطنين وعدم نغص صيامهم وسهراتهم. ومن خلال رصد بعض الآراء على مستوى بعض الأسواق الشعبية، استخلصنا أن الظاهرة لم تعرف حدة في هذه الآونة مقارنة بالسنوات الماضية بحيث حضر أغلبية الناس لرمضان في جو مريح بعيدا عن الرعب والهلع الذي يصنعه اللصوص إلا أن معظمهم يتخوفون من بروزها على مستوى الشوارع والأزقة مع بداية الشهر الكريم ذلك ما عهدت عليه السنوات الماضية على الرغم من انتشار دوريات الشرطة في كل بقعة. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى الأسواق الشعبية على غرار مارشي 12 بساحة الشهداء، باش جراح... فاجتمعت آراؤهم كلها حول غياب الظاهرة قبيل رمضان مما فتح لهم المجال واسعا للتحضير للشهر الكريم في ظروف ملائمة فكانوا كالعائلة الواحدة على مستوى تلك الأسواق وكلهم فرحا وبهجة باقتراب الضيف العزيز. قالت صوريا "حضرنا للشهر الكريم في ظروف ملائمة بكل أمان على مستوى الأسواق التي غابت عنها ظاهرة السطو والتي نأمل أن يتواصل غيابها خلال الشهر الكريم الذي اقترن في الغالب بمضاعفة اللصوص لنشاطهم خلاله ونأمل أن لا تعاود الكرة في هذا العام، لكي لا ينغص رمضان على الصائمين". ولم تنف محدثتنا شيوع الظاهرة في السنوات الماضية لاسيما في المقاطعات الشعبية حيث يكثر السطو على المارين والمتبضعين في غفلة منهم، وقالت أنها في العام الماضي وقفت على إحدى العمليات على مستوى المدنية حيث كان احد الشبان يتظاهر ببيع قلب اللوز وما إن غفل صاحب السيارة حتى انقض على هاتفه النقال وهرب في لمح البصر، وقالت أن بعض الباعة المتجولين خاصة الذين يختارون ترويج سلعهم مهما كان نوعها بين السيارات في رمضان، يكون غرضهم السطو وليس البيع فالحذر مطلوب من طرف المواطنين. أما كمال فقال إن نشاط اللصوص يزداد في شهر رمضان المعظم فعوض الكف عنه يحدث العكس وقال انه على معرفة بأحدهم من أبناء الحي الذي يذهب إلى مضاعفة عمليات السرقة خلال الشهر الكريم وعادة ما يتجرا على إيجاد الحجج لما يقوم به معللا ذلك بظروفه الصعبة وعوز عائلته والمصاريف الجمة الذي يتطلبها الشهر الكريم، فيأخذ أموال الناس بالباطل وهو عادة ما يقع في قبضة الأمن إلا انه ما يفتىء أن يعود إلى شر أعماله مباشرة بعد مغادرة السجن. وأضاف انه مهما كانت الظروف والأعذار لا يحق لأي كان الاستيلاء على ممتلكات الغير لاسيما خلال شهر رمضان المعظم خاصة وان الكل يقف عاجزا أمام الميزانية الكبير ة التي يتطلبها الشهر الكريم. الحاجة سعدية هي الأخرى كان لها رأي في الموضوع كون أن عجزهم لم يرحم فئتهم من اعتداءات اللصوص الذين لا يستثنون في أفعالهم الإجرامية أي فئة، ولم يسلم منهم حتى الشيوخ العاجزين بحيث قالت إن ما عايشته من لحظات مرعبة في رمضان السنة الماضية جعلها تحتاط هذه السنة بحيث وفي الأسبوع الأول من رمضان وبينما كانت تستقل الطريق متوجهة إلى السوق الشعبي الذي يحاذي مسكنها باغتها اثنان من اللصوص احدهما أشهر السكين في وجهها، ليهددها الآخر ويطالبها بتسليم حافظة نقودها التي كانت تحوي مبلغ 2000 دينار وطار الاثنان بسرعة البرق وكان حظها الإغماء في ذلك اليوم الرمضاني المتعِب، ولم تستفق إلا وهي بغرفة الاستعجالات الطبية لاسيما وأنها تعاني من ارتفاع الضغط ومنذ ذلك اليوم سلمت مهمة التبضع لأبنائها خاصة خلال الشهر الكريم التي تكثر فيه الاعتداءات من ذلك النوع، لذلك وجب توخي الحيطة والحذر من طرف المواطنين في أي مكان.