يبدو أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي يسعى لطيّ صفحة تراجعه، نسبيا، في الانتخابات التشريعية الأخيرة، من خلال الاستعداد الباكر لمعركة الانتخابات المحلية، حيث أعلن أمس السبت بالجزائر العاصمة عن فتح باب الترشح أمام المناضلين والمناضلات ضمن قوائم الأرندي للانتخابات المحلية القادمة. وتم الإعلان عن الدخول في مرحلة الترشحات بمناسبة شروع التجمع الوطني الديمقراطي في تنظيم دورات عادية للمجالس الولائية لشرح نتائج الدورة الأخيرة للمجلس الوطني ولتحضير القواعد للاستحقاقات المقبلة حيث تم أيضا التأكيد على (الأهمية البالغة لهذه الاستحقاقات بالنسبة لرزنامة الحزب بصفة خاصة وللوطن بصفة عامة). وقد تم تحديد المقاييس تحسبا لهذا الموعد الانتخابي ضمن مذكرة خاصة تبرز على الخصوص الجوانب القانونية والتنظيمية وكذا شروط وإجراءات الترشح للمناضلين والمناضلات ضمن قوائم التجمع. وبالمناسبة ذكر الناطق الرسمي للتجمع السيد ميلود شرفي في كلمة له خلال إشرافه على فعاليات الدورة العادية للمجلس الولائي للجزائر العاصمة ب(النتيجة الإيجابية والمشرفة) التي حققها التجمع في التشريعيات 10 ماي الأخير (عكس بعض الأصوات التي تتعالى هنا وهناك) كما أضاف والقائلة بأن هناك (تراجع) لتشكيلته السياسية مطمئنا المناضلين والمتعاطفين بأن (التجمع بخير). وبعدما تطرق إلى مختلف المحطات والاستحقاقات التي خاضها التجمع الوطني الديمقراطي في الحياة السياسية اعترف السيد ميلود شرفي ببعض (الإخفاقات نتيجة سوء التصرف) معتبرا ذلك بالشيء الطبيعي، غير أن التجمع كما يضيف ساهم رفقة تشكيلات سياسية أخرى في (تخليص البلد من مآسي كبيرة). وقال السيد ميلود شرفي كان ذلك (درسا استخلصناه) ومن ثم تم إعادة ترتيب البيت وحقق التجمع قفزات نوعية أهمها الانتخابات البرلمانية الأخيرة 68 مقعدا. في هذا السياق دعا السيد شرفي عائلة التجمع من مسؤولين ومناضلين ولجان إلى تقديم الحصيلة والتقييم ولتقويم وبذل الجهود والعمل الجواري والتعبئة والتوعية والاستماع للمواطنين تأهبا وتحضيرا بجدية لهذه الانتخابات. ونفى نفس المسؤول أن يكون متخوفا من منافسة الأحزاب الأخرى بل اعتبرها إضافات بشرط أن تؤدي دورها كأحزاب في (البناء وليس زرع اليأس في نفوس المواطنين والتخريب)، ملاحظا في هذا الصدد أن هناك من يريد (تسويد صورة البلاد)، معتبرا إياهم ب(الناكرين والجاحدين للإنجازات الكبيرة المحققة). وعبر من جهة أخرى عن (ارتياحه للانسجام والتجنيد الذي يسود صفوف التجمع الوطني الديمقراطي)، مشيرا إلى انطلاق اللجنة الوطنية والولائية في أشغالها لتحضير مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية المقبلة. وبدوره أكد الأمين العام لمكتب الجزائر وعضو في المكتب الوطني للتجمع الديمقراطي السيد صديق شهاب أن هذا اللقاء الولائي يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات كان قد شرع فيها في 25 جويلية وتنتهي في 8 أوت القادم استعدادا لهذه الاستحقاقات المتوجة للإصلاحات السياسية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما دعا إلى فتح الأبواب أمام المتعاطفين للتجمع، مشيرا إلى أن الترشح لا يقتصر بالضرورة على المناضلين طالبا من الشباب (الانضباط والتحلي بروح المسؤولية). وقال السيد صديق شهاب أنه بفضل التجنيد واليقضة (نضمن تحقيق الحزب للنتائج الإيجابية المرجوة خلال انتخابات المجالس الشعبية والولائية واسترجاع التجمع لمكانته على الساحة السياسية الوطنية).