تحوّلت الجزائر في الأيام الأخيرة إلى واحدة من أبرز البلدان التي يقصدها اللاجئون السوريون، هروبا من نار الاقتتال التي تشهدها بلادهم، حيث استقبلت بلادنا خلال أسابيع قليلة أزيد من 25 ألف لاجئ سوري، والرقم مرشح للارتفاع كثيرا، بالنظر إلى حجم التدفق الإنساني السوري باتجاه الجزائر التي فتحت أبوابها وأحضانها لأبناء سوريا، مثلما فتحت سوريا من قبل أبوابها وأحضانها للجزائريين في عهد الأمير عبد القادر. ويبدو أن أوان رد الجميل السوري من طرف الجزائر قد حان، حيث استغل عدد غير قليل من السوريين الذين تضرروا بشدة من قسوة الظروف في بلادهم عدم اشتراط الجزائر لتأشيرة على السوريين لدخول أراضيها، ليفروا إليها فرادى وجماعات، وأصبح المواطن الجزائري يعتاد يوميا على مشاهدة عدد من السوريين، فرادى وعائلات، وهم يمدون أيديهم طلبا لمساعدة الجزائريين، بعد أن تركوا كل شيء وراءهم وهربوا من الموت بنيران هذا الطرف أو ذاك..