مع حلول شهر رمضان الكريم يجد الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة أنفسهم في حيرة حول إمكانية صومهم من عدمه، منهم مرضى الكلى الذين ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول لا يجوز له الصيام، وهم الذين يعانون أمراض كلى حادة، مثل الفشل الكلوي الحاد أو فقد السوائل من الجسم بصورة حادة، أو التهابات الكلى المناعية أو الجرثومية، وينصحون بتجنب التعرض للحر والمجهود الشاق أثناء النهار، كما ينصح هؤلاء باالتقليل من تناول اللحوم ومواد معينة، مثل السبانخ والمكسرات وغيرهما. أما القسم الثاني فهم مرضى الكلى الذين يسمح لهم بالصيام، ولكن تحت متابعة الطبيب وهو المصابون مثلا بالفشل الكلوي من الدرجة البسيطة، إذ يمكن لهم أن يصوموا مع مراعاة عدم تناول كميات كبيرة من البروتينات والدهنيات والنشويات والسوائل في فترة الإفطار، وعدم التعرض لحر أو العرق الشديد أو الإجهاد لما يترتب عليه من فقدان سوائل ويمكن أن يؤثر على عمل الكلى. وأيضا مرضى الكلى الذين يغسلون الدم وهؤلاء يجوز لهم الصيام ما عدا يوم الغسيل لأن الغسيل يمكن له أن يعرضهم لهبوط الضغط، مع عدم الإفراط في الطعام والسوائل، لأنه قد يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية. كما تنبغي الإشارة إلى أن مرضى الكلى الذين لديهم الحصى في الكلى لا ينصح لهم بالصوم لأن صيامهم لفترة طويلة دون تناول سوائل قد يعرضهم لانتكاسات شديدة ومشاكل في وظائف الكلى. أما المريض المصاب بحصوات في المرارة فيمكنه الصوم على أن يتبع ريجيما غذائيا يقوم على تحديد كمية الدهون في طعامه والإكثار من تناول الأطعمة المعدة بطريقة الشواء أو السلق بدلا من القلي، وكذلك الإكثار من تناول الخضار والفاكهة الطازجة كما يمكن لمرضى الربو الذين أباح لهم الشرع استخدام (البخاخة) أثناء الصوم لأنها عبارة عن هواء مضغوط لا ينتقل إلى المعدة. وللصوم فوائد كثيرة فهو يساعد على تحسين السعة الرئوية، لأن المعدة تكون خالية من الطعام وهو ما يمنح الحجاب الحاجز فرصة للتحرك بحرية، بالإضافة لكون شهر رمضان فرصة لراحة الصدر والجهاز التنفسي من التدخين، وفيه يمكن السيطرة على الربو وحساسية الصدر عن طريق الراحة النفسية التي يجعلها هذا الشهر الكريم المليء بالروحانيات والتحكم في نوعية الطعام خلال الإفطار والسحور والابتعاد عن الأكل الدسم وغير المتوازن. أما مرضى الحساسية والتهابات الجيوب الأنفية، الذين يحتاجون إلى تناول بعض القطرات المزيلة للاحتقان، والتي تقلل من التهيج وتخفف من الإفرازات، فيفضل استعمال القطرات ذات المفعول طويل الأمد كي تستعمل مرة واحدة أو اثنين في اليوم مع الإفطار والسحور ويعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لمرضى القولون العصبي فهو يوفر لهم العناصر الضرورية للعلاج، فالجو الإيماني والروحاني في هذا الشهر الفضيل يمنح المريض الهدوء والاسترخاء والبعد عن الانفعالات كذلك فإن انتظام تناول الطعام في مواعيد ثابتة طوال الشهر يحافظ على سلامة القولون ويزيد من كفاءة الجهاز الهضمي، وثبت علميا أن صيام شهر رمضان له فوائد عديدة لجسم الإنسان، حيث يعمل على زيادة إفراز الهرمونات والأنزيمات اللازمة لعملية الهضم.