* النقابات المستقلّة تثمّن سلّم التنقيط يسيل 16 ألف منصب شغل دائم بقطاع التربية لعاب ملايين الشباب الذين يطمحون إمّا إلى توديع البطالة أو إلى تحسين أوضاعهم المهنية من خلال المشاركة في مسابقات توظيف أساتذة مختلف الأطوار الدراسية، علما أن الإقبال على المشاركة في هذا النّوع من المسابقات ارتفع كثيرا في السنوات الأخيرة بعد أن استفاد المنتسبون إلى قطاع التربية من زيادات لا بأس بها في أجورهم. انتهت أمس آجال إيداع ملفات المشاركة في مسابقات توظيف أزيد من 16 ألف منصب في مجال التدريس بقطاع التربية، حيث توافد آلاف المتخرّجين من الجامعات على مديريات التربية على أمل الفوز بمنصب أستاذ في الأطوار الثلاثة وسط مخاوف من اعتماد المحسوبية والمحاباة معيار للتوظيف وتطمينات النقابات المستقلّة للقطاع باعتماد سلّم تنقيط من شأنه القضاء على ظاهرة المحاباة. وحدّد تاريخ 12 أوت القادم تاريخ إجراء المسابقات الشفوية عبر جميع ولايات الوطن، حيث سيتقدم المترشّحون أمام مديريات التربية للظفر بمنصب أستاذ في أحد الأطوار الثلاثة وعددهم 16521 منصب. وقد خصّص عدد كبير من المناصب لأساتذة الطور الثانوي، حيث بلغ العدد 7848 منصب، ليأتي الطور الابتدائي في المرتبة الثانية ب 5696 منصب، ثمّ الطور المتوسط بعدد مناصب قدّر ب 2996 منصب، على أن تتمّ المداولات على النتائج النّهائية في مختلف المسابقات على المستوى المحلّي ودون حضور ممثّل الوظيفة العمومية يوم 16 أوت، وحدّد يوم 21 أوت كتاريخ لمديريات التربية لإعلان النتائج النّهائية. وقد اعتمدت وزارة التربية لاختيار الفائزين في مسابقة التوظيف على سلّم تنقيط يساهم في إرساء مبدأ الشفافية، ويشمل هذا السلّم وفق المنشور الوزاري الخبرة المهنية، حيث خصّصت نقطة واحدة لكلّ سنة عمل المترّشح فيها كمستخلف، نقطة لشهادة التقدمية ونقطة لمعدل الشهادة و03 نقاط للمقابلة. كما وجّهت الوصاية تعليمة إلى جميع مديري التربية عشية غلق باب الترشّح من أجل تقديم قائمة المترشّحين الذين رفضت ملفاتهم مع توضيح السبب بدقّة كعدم توفّر الشروط القانونية المطلوبة أو نقص في وثائق ملف الترشّح وعدم مطابقة التخصّص المؤهّل للشهادة للمناصب الموجودة، كما سيتمّ تبليغ مديريات التربية بنسخة من محاضر اللّجان التقنية ونسخة من الإشهار إلى مصالح مفتشيات الوظيفة العمومية على المستوى المحلّي يوم 9 أوت الداخل. وطلبت الوزارة من مديرياتها تبليغ نسخة من قرارات التعيين والترقية إلى مصالح الوظيفة العمومية في أجل أقصاه عشرة أيّام ابتداء من تاريخ توقيعها، كما طلبت مديرية تسيير الموارد البشرية من جميع مديري التربية موافاتها بالحصيلة الإحصائية المتعلّقة بالتخصّصات وعدد المناصب المعلنة، ناهيك عن عدد المقبولين من المترشّحين وعدد المترشّحين المرفوضة ملفاتهم، وذلك قبل 5 أوت الداخل. بوذيبة: "نطالب بإشراك ملاحظين من النقابات في المقابلات" من جهتها، النقابات المستقلّة للقطاع رحّبت باعتماد الوزارة سلّم التنقيط كمعيار لاختيار الفائزين، حيث أعرب مسعود بوذيبة المكلّف بالإعلام على مستوى المجلس لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (الكنابست) عن ارتياحه لهذا الإجراء الذي سيقضي -حسبه- على المحسوبية والمحاباة التي سيطرت على أذهان المترشّحين، فضلا عن عدد المناصب المفتوحة، والذي اعتبره بالكبير جدّا وسيعطي آمالا كبيرة رغم الخوف الذي سيطر على المترشّحين من المحاباة، وأن تضيع حقوقهم نظرا للترسّبات القديمة، موضّحا أن سلّم التنقيط الذي وضعته الوصاية سيساعد على الشفافية وعلى عدم ضياع حقّ المترشّح، غير أنه اعتبر الخطوة غير كافية ودعا إلى تطويرها بإنشاء بطاقة تنقيط لكلّ مترشّح، سواء كان ناجحا أم لا حتى يتسنّى له معرفة وضعيته بعد إعلان النتائج النّهائية مع ضرورة فتح باب الطعن للخاسرين في المسابقة. في السياق ذاته، طلب بوذية من الوصاية منح النقابات المستقلّة حقّ إرسال ملاحظين إلى مركز المسابقات الشفوية لإعطاء مصداقية أكثر للمسابقة. وفيما يخص العجز المسجّل في بعض مناطق الوطن في تخصّصات مادتي الرياضيات والفرنسية قدّمت (الكنابست) اقتراحا للوزارة يتمثّل في إجراء مسابقة ثانية في الولايات التي سجّل فيها عجز والعرض أكثر من الطلب بعد إعلان النتائج النّهائية يلغى فيها شرط الإقامة حتى يتسنّى لخرّيجي الجامعات من الولايات الأخرى الترشّح ونيل منصب بعد فشلهم في اجتياز المسابقة في إقليم ولايتهم، وبذلك يسدّ العجز ويكونوا مترشّحو الولاية ذاتها نالوا حقّهم. عمراوي: "سلّم التنقيط الحلّ الوحيد للقضاء على مشكل الأساتذة المتعاقدين" ثمّن المكلّف بالأعلام على مستوى نقابة (الإنباف) مسعود عمرواي سلّم التنقيط الذي اعتمدته الوزارة كمعيار في مسابقة التوظيف واعتبره الحلّ الوحيد للقضاء على مشكل الأساتذة المتعاقدين من خلال احتساب سنوات الخبرة بمعدل نقطة لكلّ سنة، إلى جانب عتاد المقابلات الشفوية ومنحها 03 نقاط كاملة، ما يسمح باكتشاف جميع عيوب المترشّح، سواء كانت العقلية أو البدنية باعتباره سيكون في المستقبل مسؤولا على تربية الأجيال القادمة. وفيما يخص العجز المسجّل في تخصّصات مادتي الفرنسية والرياضيات في بعض ولايات الوطن فقد أرجع المسؤول السبب إلى عدم قيام الوزارة بمخطط بتعداد المتخرّجين من الجامعات، إلى جانب غلق المعاهد التكنولوجيا، ما أحدث النّقص، لذا فعلى الوزارة أن تتبنّى دراسة واقعية لواقع قطاع التعليم في الجزائر لمعرفة حاجياته ونقائصه حتى تتمكّن مستقبلا من القضاء على العجز من خلال توجيه الحائزين على شهادة البكالوريا الجدد إلى التخصّصات المسجّل فيها عجز، مشيرا إلى أنها ليست المرّة التي تقع الوزارة في هذا العجز، كما نفى احتمال وقوع أيّ تلاعب بنتائج الولاية بسبب تحديد الوزارة المترشّحين حسب مكان إقامتهم، وهو الأمر الذي سيخفّف عنهم عناء التنقّل لمسافات بعيدة، إلى جانب تحديد يوم واحد شامل لإجراء الامتحان.