أعربت روسيا أمس عن خشيتها أن تفسح استقالة كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا المجال أمام مزيد من العنف والأعمال العسكرية. وكتب نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف على صفحته على موقع (تويتر)، أن قرار استقالة عنان من منصبه يطرح تساؤلات كثيرة حول حل الأزمة السورية. وأضاف في تغريدته التي أوردتها وكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء: (يوجد من يريدون إخراج كوفي عنان من اللعبة حتى يطلقوا اليد للعمل العسكري). يذكر أن روسيا والصين تؤيدان نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ شهر مارس من العام الماضي واستخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشاريع قرارات سابقة في مجلس الأمن تدعو إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد سوريا. وفي نفس السياق، قالت الصين أمس إنها تأسف لاستقالة كوفي عنان كمبعوث خاص للأمم المتحدة في سوريا، مجددة دعوتها للبحث عن حل سياسي للصراع الذي تشهده البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن الصين (عبرت عن أسفها) إزاء قرار عنان بالاستقالة من منصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا. وأضاف: (نتفهم الصعوبات التي واجهها السيد عنان في العمل التفاوضي ونحترم قراره). وقال هونغ إن الصين ثمنت الدور (النشط والبناء) الذي اضطلع به عنان في محاولة التوسط للوصول إلى حل سياسي للصراع. وأضاف أن الصين تعتقد أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن (يتمسك بالتسوية السياسية للقضية). وقال هونغ إن (الصين مفتوحة على أي اقتراح يمكن أن يساعد سياسيا في حل القضية السورية وأن الصين تدعم الأممالمتحدة في مواصلة الاضطلاع بدور مهم). من جهتها، ألقت إيران أمس باللوم على (بعض الدول المتدخلة) في فشل خطة السلام التي أعدها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان من أجل سوريا وذلك بعد يوم من إعلان المبعوث الدولي أنه سيترك دوره كوسيط للسلام. وقال عنان الخميس إنه سيستقيل من عمله كمبعوث دولي للسلام بسبب إحباطه من (تبادل الاتهامات) والجمود داخل مجلس الأمن الدولي في وقت تزداد فيه حركة المعارضة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد عنفا. وعبر مسؤولون إيرانيون مرارا عن تأييدهم لمساعي عنان التي تركزت على وقف لإطلاق النار أعلن في أفريل لكنه لم يصمد قط وذلك لحل الأزمة التي يقول نشطاء معارضون إنها خلفت نحو 20 ألف قتيل منذ اندلاع الانتفاضة في مارس 2011 . ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمان باراست قوله (يبدو أن بعض الدول المتدخلة لم تكن راضية عن الجهود التي يبذلها عنان لمنع شحن الأسلحة الى سوريا ووقف الأعمال الإرهابية). وأضافت (هذه الدول لم تقدم يد العون وحسب، بل في كل مرة كانت خطة عنان تنجح فيها في ناحية ما، كنا نشهد تصاعدا في الأعمال الإرهابية في سوريا). وأيدت إيران الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بزعماء مصر وليبيا واليمن لكنها ساندت الأسد حليفها بثبات.