كثرت هذه السنوات الاخيرة ظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري سيما تلك المتعلقة بالاعتداءات الوحشية على الاشخاص بعد خلاف حاد تكون اسبابه في اغلب الاوقات غير مقنعة او اقل ما يقال عنها انها تافهة كما ان الخلاف ينشب بين اثنين لكن سرعان ما يتحول الي عدة اشخاص وفي بعض الحالات الى افراد العائليتين ومن ثمة الى ابناء الحيين خاصة الى كان المتخاصمين من حيين مختلفين وتكون نتيجة هذا الخلاف والنزاع خدوشا بسيطة للخصوم او للخصمين على اقل تقدير لكن ان يصل الامر الى بتر كلية احد المتخاصمين ويقوم بتهميش كبد خصمه فهو الامر الذي لا يتقبله عاقل سيما وان ديننا الحنيف بريء من كل هذه الافعال المشينة التي تزهق في معظمها ارواحا بريئة وهو ما وقع في حادثة اهتز لها سكان مدينة القليعة التابعة لولاية تيبازة بعد اعتداء الوحشي لشاب على طالب جامعي يبلغ من العمر 25 سنة بواسطة سلاح ابيض مما تسبب له في بتر كليته وتهشيم كبده ،وتعود تفاصيل هذه القضية إلى سنة 2009 بعدما تقدم والد الضحية إلى مصالح امن دائرة القليعة للتبليغ عن الاعتداء على ابنه بواسطة سلاح ابيض, متهما الجاني بالاعتداء عليه لتباشر على الفور مصالح الأمن التحقيق لتتأكد بعد التحريات أن الضحية تعرض فعلا ليلة 22 مارس 2009 لعدة طعنات بواسطة سيف كان بحوزة المتهم والتي كانت غائرة على مستوى الظهر تسببت له حسب تقارير الخبرة الطبية في بتر كليته اليمنى كما أن كبده أصيب بجروح بليغة ما تطلب مكوثه في المستشفى لفترة طويلة و منحه شهادة عجز عن العمل لأزيد من شهرين, أما عن السبب الذي كان وراء هذا الاعتداء الخطير فلم يكن حسب الضحية سوى شجار جمع بين شقيقه وخال المتهم الملقب ب"أوكا" لتنتقل عدوى الاعتداءات بين جميع الأطراف وكادت أن تنتهي إلى جريمة بشعة ويخلص في الأخير أن المتهم قدم إلى مدينة القليعة لمساندة خاله "اوكا" في شجاره مع أخ الضحية. وعليه التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حق الجاني لارتكابه جناية الضرب والجرح ألعمدي المفضي إلى بتر احد الأعضاء و التي راح ضحيتها طالب جامعي فقد على اثر الاعتداء الذي تعرض له من قبل الجاني إحدى كليتيه أما هيئة المحكمة و بعد سماع التماسات النيابة العامة عادت لتنطق بالحكم الذي أدان المتهم بعقوبة 03 سنوات سجنا نافذا وهي عقوبة مهما كانت لا تعوض ما قد تعجز عنه السنوات عن تقديمه فالمجتمع اذا سادت به مثل هذه الحوادث لن يكون اكثر من مجموعة منازل متجاورة او مجموعة عائلات تتجاور في البنيان فقط وهو ما حذر منه رسولنا الكريم بوصيته عن الجار كما ان الغضب في معظم اوقاته تكون نتائجه وخيمة ولا تحمد عقباها.