ناشد سكان حي زيزي الواقع بالمكان المسمى (القارس) ببلدية القليعة بولاية تيبازة والي الولاية التدخل والنظر الى انشغالاتهم المتمثلة في تهيئة مجمعهم السكني وربطه بالغاز، حيث ألحوا على إيجاد حل جذري للوضع البيئي المتدهور الذي يكابدونه يوميا. لا يزال سكان حي (زيزي) يواجهون معاناة متعددة الأوجه بعدما سدت في وجوههم أبواب التنمية التي من شأنها القضاء على 31 سنة قضوها بدون غاز داخل محيط حضري ارتسمت على ملامحه كل معالم القرية الريفية وغابت عنه أدنى ضروريات الحياة البسيطة، هذا ناهيك عن ما أصبح يحدق بهم من أخطار صحية جراء الإنتشار الرهيب لورشات النجارة التي أصابت مئات العائلات بفعل استعمال النجارين لمادة البرنيق بأمراض الربو والحساسية، ونشير أن حوالي 250 عائلة قد دقت مؤخرا أجراس الخطر مما أصبح يتربص بصحتها التي أضحت على كف عفريت، حيث أعربوا عن تذمرهم من تواجد العديد من ورشات النجارة بمحاذاة مساكنهم والتي تعمل دون انقطاع مسببة لهم إزعاجا لازمهم حتى في عطلة نهاية الأسبوع. وضف الى ذلك أن الإستعمال اللا متناهي لآلات النجارة للسلطات المحلية، خصوصا تحويل الورشات هذه بعيدا عن مجمعهم السكني، ويضيف أحد السكان أن هذه الأخيرة تجاهلت انشغالهم هذا ولم تعره أدنى اهتمام، وحسب هؤلاء، فإن الوضعية الحالية لحيهم تعرف تهميشا صارخا من قبل المسؤولين المحليين الذين أداروا ظهورهم لانشغالاتهم أمام النقائص المسجلة المتمثلة في التردي الفاضح لحالة الطرقات التي لا تزال على حالتها الترابية، معرقلة بذلك سير المركبات والمارة وهو ما عكر صفو القاطنين، ومازاد الطين بلة ولوج الشاحنات القادمة من مختلف الولايات بين أزقة الحي الضيقة قصد إقتناء الأثاث الجاهز مما جعل منافذ الحي مسدودة في كل وقت. ولقد إستنكر السكان عدم تخصيص حيهم لمشروع للغاز الطبيعي بالرغم من مرور ثلاثة عقود على نشأته، كما أن السلطات المحلية كانت قد وعدتهم في وقت سابق بتخصيص مشروع إمدادهم بالغاز، إلا أن وعودها بقيت وهمية ولم تتجسد لحد الساعة تاركة مئات العائلات تتخبط وراء رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان التي أنهكت جيوبهم وأضحت هاجسا لازال يطاردهم، وبالرغم من هذا - يضيف أحدهم إلا أنهم أصبحوا مجبرين على التعايش مع هذا الواقع المرير الذي تنصل فيه الجميع من مسؤوليته.