ناشد سكان حي (زيري) ببلدية القليعة بولاية تيبازة والي الولاية التدخل العاجل قصد النظر في انشغالاتهم المتمثلة في تهيئة مجمعهم السكني وربطه بالغاز، كما ألحوا على إيجاد حل جذري للوضع السيئ المتدهور الذي يكابدونه يوميا· لايزال سكان حي زيري الواقع بالمكان المسمى (القارض) بمدينة القليعة في تيبازة، يواجهون معاناة متعددة الأوجه بعدما سدّت في وجوههم أبواب التنمية التي من شأنها القضاء على 30 سنة قضوها بدون غاز داخل محيط حضري ارتسمت على ملامحه كل معالم القرية الريفية وغابت عنه أدنى ضروريات الحياة البسيطة، ناهيك عن ما أصبح يحدق بهم من أخطار صحية جراء الانتشار الرهيب لورشات النجارة التي أصابت مئات العائلات بفعل استعمال النجارين لمادة البرنيق بأمراض الربو والحساسية، دقت حوالي 250 عائلة أجراس الخطر مما أصبح يتربص بصحتها التي أضحت على كف عفريت، حيث أعربوا عن تذمرهم من تواجد العديد من ورشات النجارة بمحاذاة مساكنهم والتي تعمل دون انقطاع مسببة لهم إزعاجا لازمهم حتى في عطلة نهاية الأسبوع، ضف إلى ذلك أن الاستعمال اللامتناهي لآلات النجارة تسبب لهم في ضعف التيار الكهربائي الذي في الكثير من الحالات عرض أجهزتهم الكهربائية للتخريب والتلف، ورغم الشكاوي العديدة التي وجهوها للسلطات المحلية بخصوص تحويل الورشات هذه بعيدا عن مجمعهم السكني، يؤكد أحد المواطنين إلا أن هذه الأخيرة تجاهلت انشغالهم هذا ولم تعر له أدنى اهتمام، وحسب هؤلاء، فإن الوضعية الحالية لحيهم تعرف تهميشا صارخا من قبل المسؤولين المحليين الذين أداروا ظهورهم لانشغالاتهم أمام النقائص المسجلة المتمثلة في التردي الفاضح لحالة الطرقات التي لاتزال على حالتها الترابية معرقلة بذلك سير المركبات والمارة، وهو ما عكر صفو القاطنين· ومازاد الطين بلة ولوج الشاحنات القادمة من مختلف الولايات بين أزقة الحي الضيقة قصد اقتناء الأثاث الجاهز مما جعل منافذ الحي مسدودة في كل وقت، ولقد استنكر السكان عدم تخصيص حيّهم بمشروع للغاز الطبيعي بالرغم من مرور ثلاثة عقود على نشأته، كما أن السلطات المحلية كانت قد وعدتهم في وقت سابق بتخصيص مشروع إمدادهم بالغاز إلا أن وعودها بقيت وهمية ولم تتجسد لحد الساعة تاركة مئات العائلات تتخبط وراء رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان التي أنهكت جيوبهم وأضحت هاجسا لازال يطاردهم، وبالرغم من هذا يضيف محدثونا، إلا أنهم أصبحوا مجبرين على التعايش مع هذا الواقع المرير الذي تنصل فيه الجميع من مسؤوليته·