دفعت المعاناة والخروقات المتكررة في عملية توزيع قفة رمضان بسكان حجوط وبأحيائها المعوّزة بحر هذا الأسبوع إلى الضغط على المصالح مقابل التنازل على القفة.. المحتجون رأوا أن العملية مشبوهة ومتحيزة خصوصا وأن أغلب المتضرّرين من الأرامل وأرباب العائلات من الذين يستفيدون من إعانات الشبكة الاجتماعية. عاشت مصلحة الشؤون الاجتماعية والثقافية التابعة لبلدية حجوط على الأعصاب بعد أن توقفت قوائم (قفة رمضان) عن الجود بمعوناتها على أهالي حي مدبر الجيلالي وحي فتحي قويدر، دوّار بلحسن وحي معمر بلعيد وغيرها من الأحياء التي تخفي أكثر من 4000 محتاج أو مستفيد من العملية خلال الشهر الفضيل، لكن عملية التوزيع لهذه السنة وصفها البعض من الذين التقيناهم بالمهزلة والعبثية، فقفة لا تتعدى ال 1600دج أصبحت لدى بعض عديمي الضمير والمسؤولية (من البلدية) تأشيرة لقضاء المصالح خاصة لدى بعض الأغنياء.... وهذا بعيدا عن تحرّك رئيس البلدية الذي كلف لجنة لضبط قوائم الفقراء والمحتاجين.... وتضيف سيدة في الأربعينيات من العمر لم تشأ الإفصاح عن اسمها أنّ اللجنة داست على كرامة الزوالية وبشكل فاضح أعاقه وصول القفة إليهم.، هذه الأخيرة تصل الأحياء حسب ما يدعيه القائمون عليها مع اعترافهم بالتقصير تارة والفوضى تارة أخرى دافعين بتهمة البزنسة عنهم والتواطؤ مع أصحاب (الشكارة والفيلات)، إلا أن أغلبية المحتجي المطلعين يقولون بخلاف ذلك (قفة المصلحة والمعريفة توزع في الليل عندما يكون الزوالية نيامًا في وقت السّحور). ويبدو أن مسلسل الفضائح لم يقتصر فقط على المواطنين الميسورين بل طال حسب بعض الشهادات مستفيدين من وكالة دعم وتشغيل الشباب، في حين تعاني أمثال السيدة بلجوهر التي أقعدت الإعاقة والدها مدة ثماني سنوات من بؤس وضيق في العيش وتضيف قائلة (هناك من استفاد من قفف عديدة). قوائم (المحقورين) هي في العادة وراءها عائلات لا يتعدى دخلها ال 5000دج في أحسن الظروف أو تلك التي تستفيد من مساعدات ومنح الشبكة الاجتماعية (3000دج) أو حتى أرامل وأبناء الشهداء كما هو الحال مع السيدة حدوش عاشوراء ابنة شهيد التي كانت ضحية الانتهازيين، وبدل أن تعمل السلطات المحلية بمقتضى المادة (48) التي يتعيّن فيها على السلطات احترام المجاهدين وأرامل الشهداء تتجلى بوضوح من خلال مكتب اللجنة وقائع أخرى.... فقد وقفنا على حالات من الفوضى والصّراخ والمزاجية العالية والنرفزة من قبل المحتجين ولا مبالاة من قبل السلطات المكلّفة، وفيها أيضا من مظاهر الانتهازية لبعض المستفيدين الوهميين ومنهم من يمتلك سيارة بقيمة 180 مليون سنتيم في إطار قرض (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب) وهذا ليس مزايدة بل واقعا كما يقول (ناتج عن الطمع وقلة المرونة والفوضى التي تحصل هنا يوميا)، ولأن قفة رمضان هذه السنة مختلفة عن سابقاتها فإن واقع البلدية وساكنيها توضحه الأرقام وغياب الحراك الجمعوي إلا فيما ندر ونحن مقبلون على أيام يفترض أن تجود الأيادي المحسنة والنفوس الكريمة بكلّ برّ حتى تقضي الحوائج وترتفع بكرامة المواطن أيامًا قليلة قبل العيد....