سمي بالعيد لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها الفطر بعد الصيام وصدقة الفطر وإتمام الحج بطواف الزيارة والأضحية وغيرها. وكذلك لكون العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور. وصلاة عيد الفطر والأضحى (ركعتان ركعتان)، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال. مشروعية صلاة العيد شرعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة، فقد (قدم النبي صلى الله عليه وسلم ولأهل المدينة يومين يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: قدمت عليكم ولكم يومين تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلكم الله خيرا منهما؛ يوم النحر ويوم الفطر). التكبير في الصلاة يُكبّر في الأولى سبعاً دون تكبيرة الركوع، وفي الثانية خمساً دون تكبيرة النهوض، وجاء (أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر اثنتي عشرة تكبيرة: سبعاً في الأولى، وخمساً في الأخرى) وإذا دخل المأموم مع الإمام وقد فاته بعض التكبيرات الزوائد فإنه يكبر مع الإمام ويمضي مع الإمام، ويسقط عنه ما فاته من التكبيرات. حكم الآذان والإقامة - قال ابن عباس وجابر رضي الله عنهما: (لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى). - قال جابر بن سمرة رضي الله: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة). صلاة العيد في المصلى والسنة أن تصلى صلاة العيد في المصلى، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يخرج إلى المصلى)، ولأن الناس يكثرون في صلاة العيد، فإذا كان المسجد ضيقا تأذوا، وإن كان يوم مطر صلى في المسجد. قضاء صلاة العيد - إذا أدرك الإمامَ في التشهد جلس معه، فإذا سلم قام فصلى ركعتين يأتي منهما بالتكبير. - أما إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام: فيقضيها ركعتين. تكبيرات العيد يستحب للناس التكبير ليلة العيد في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى: (ولتكملوا العدة وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ولعلكم تشكرون)، وقد جاء فيه آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين. و(كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى). وكان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام، فإذا خرج سكتوا، فإذا كبّر كبروا. وهذا مما يدل على أنهم كانوا يكبرون جماعة بصوت واحد، إظهارا لنعم الله تعالى عليهم بإتمام الصيام. ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام أمرا مشهورا جدا عند السلف. وأما النساء فيكبرن ولكن بخفض الصوت، لما جاء في حديث أم عطية: (..حتى نخرج الحُيّض فيكُنّ خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم ويدعنّ بدعائهم...). صفة التكبير (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) (الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر ولله الحمد) ومن صيغ التكبير أيضا: الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.. ولله الحمد الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد. خطبة العيد خطبة العيد خطبتان، لما ورد من (أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى العيد بغير أذان ولا إقامة، وكان يخطب خطبتين قائمًا، فيفصل بينهما بجلسة). و(السنة أن يخطب الإمام في العيد خطبتين فيفصل بينهما بجلوس). وقيل يخطب خطبة واحدة كما يخطب في الكسوف، والأفضل أن يلتزم المنقول من فعل النبي صلى اللَّه عليه وسلم وخلفائه الراشدين ومن بعدهم من الأئمة الأربعة وأتباعهم، من أداء خطبتين عقب صلاة العيد يفصل بينهما بجلسة خفيفة وتفتتح الخطبة الثانية كالأولى بالتكبير. تقديم الصلاة على الخطبة ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بدأ بالصلاة قبل الخطبة في يوم العيد، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون المهديون، وهو ما عليه علماء المسلمين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة). إذا اجتمع العيد والجمعة حدث أن اجتمع عيدان في يوم واحد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى العيد ثم رخَّص في الجمعة، فقال: (من شاء أن يصلي فليصلّ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان؛ فمن شاء أجزأه من الجمعة؛ وإنّا مُجمِّعون). وعلى الإمام أن يقيم الجمعة ليصليها من لم يصلِّ صلاة العيد. سنن وآداب العيد 1 / الغسل والتجمل في العيدين يستحب الغسل والتطيب في العيد ولبس أجمل الثياب، قال الحسن رضي الله عنه: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين، أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحي بأثمن ما نجد)، و(كان للنبي صلى الله عليه وسلم جُبة يلبسها في العيدين). 2 / الأكل في العيدين يسن أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر، وتأخير ذلك في عيد الأضحى حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته، إن كان له أضحية، و(كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات): (ويأكلهن وتراً) و(ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً). 3 / الخروج ماشيا إلى المصلى (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد ماشيا، ويرجع ماشيا)، و(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا، ويرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه)؛ فالمشي إلى العيد أحسن وأقرب إلى التواضع ولا شيء على من ركب. 4 / مخالفة الطريق من سنن العيد الذهاب من طريق والرجوع من طريق آخر فقد (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق) و(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا، ويرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه). 5 / التهنئة بالعيد من آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها، مثل قول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم، أو عيد مبارك.. وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة، وصيغة التهنئة بالعيد تكون بحسب عرف أهل البلد. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبّل الله منا ومنك). 6 / الفرح واللهو واللعب المباحان في العيد وذلك من شعائر هذا الدين في العيدين، يكون من باب الترويح عن النفس والأهل والأولاد والأحباب، قالت عائشة رضي الله عنها: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي. فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (دعهما) فلما غفل غمزتُهما فخرجتا). وفي مقام آخر قال عليه الصلاة والسلام: (لتعلم يهود المدينة أن في ديننا فسحة: إني بُعثت بحنيفية سمحة). فيشرّع التوسعة على العائلة في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، فيفرح المسلمون بالعيد ويؤجرون على هذا الفرح، لأنه من شعائر الدين. ولكن ليُعلمْ أن هذا الفرح يجب أن يكون في حدود المشروع. 7 / اجتماع الناس على الطعام في العيد سنة لما فيه من إظهار هذه الشعيرة العظيمة، فجمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة، وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. إعداد/ نصرالدين خالف خطيب بمسجد عرفات بن عكنون الجزائر