صلاة العيد فرض كفاية عند كثير من أهل العلم، وذهب بعض أهل العلم إلى أن صلاة العيد فرض عين كصلاة الجمعة، فلا يجوز لأي مكلف من الرجال الأحرار المستوطنين أن يتخلف عنها، وهذا القول أصح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالخروج إليها، حتى أمر الحُيّض أن يعتزلن الصلاة . ويشرع للنساء حضورها مع الحرص على الحجاب والتستر وعدم التطيب؛ لما ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى وفي بعض ألفاظه: فقالت إحداهن: يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابا تخرج فيه فقال صلى الله عليه وسلم لتلبسها أختها من جلبابها . والسنة لمن أتى مصلى العيد لصلاة العيد، أن يجلس ولا يصلي؛ لأن ذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم إلا إذا كانت الصلاة في المسجد فإنه يصلي تحية المسجد؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدُكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين متفق على صحته. والأفضل أن تصلى في الفضاء لحديث أبي سعيد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الفطر والأضحى إلى المصلى، متفق عليه وكذا الخلفاء من بعده . ووقتها كصلاة الضحى باتفاق العلماء . والمشروع لمن جلس ينتظر صلاة العيد أن يكثر من التهليل والتكبير؛ لأن ذلك هو شعار ذلك اليوم، وهو السنة للجميع في المسجد وخارجه حتى تنتهي الخطبة، أما من كان بحيث يسمع الخطبة فيستمع إليها . وصفة التكبير المشروع: هو أن يقول المكبر: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله ولله الحمد، بتثليث أو تثنية التكبير كلاهما صح، الأول عن ابن مسعود والثاني عن ابن عباس رضي الله عنهم . وكل مسلم يكبر لنفسه منفردا ويرفع صوته به حتى يسمعه الناس فيقتدوا به ويذكرهم به. أما التكبير الجماعي وهو أن يرفع جماعة – اثنان فأكثر– الصوت بالتكبير جميعا يبدأونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة، فهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه . ويستحب أن يأتي صلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر، لحديث جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذا خرج إلى المصلي خالف الطريق) رواه البخاري . وأن يكون ماشيا، قال الترمذي على هذا العمل عند أهل العلم . وصفة صلاة العيد أن يكبر في الأولى سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس غير تكبيرة الرفع من السجود، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويشرع أن يحمد لله ويثني عليه ويصلي على النبي بين التكبيرات، فيقول (الله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا ) . ويقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية ب"هل أتاك حديث الغاشية"، والتكبيرات سنة إن نسيها صحت الصلاة ولاشيء عليه، ثم يخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة، ويبدأ كل خطبة بالحمد، هذا أصح، لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ كل خطبه بالحمد . ويسن أن يكبر الناس إذا غدوا إلى المصلى، ثم إلى أن يصلي الإمام . وكذا يسن الاغتسال، قبل الفجر أو بعده، قاله أحمد لان وقت العيد أضيق من الجمعة . وأن يأكل قبل الذهاب إلى صلاة العيد، روى الفريابي عن سعيد بن المسيب مرسلا سنة الفطر المشي إلى المصلى والأكل والغسل . ولابأس بقول الناس بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك، قال أحمد يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، وواثلة بن الاسقع.