وجد الكثير من المواطنين القاطنين بولايات الوسط هذه الأيام راحتهم على مستوى غابة المداد التي تنتمي طبيعياً إلى جبال سلسلة الونشريس الأشم نظرا لبرودة الطقس التي توفرها ظلال أشجار الأرز ومختلف أنواع الأشجار الباسقة التي تتجاوز 20 مترا على مساحة تصل إلى 3425 هكتار وتوفر أعلى قمة (رأس البراريت) في الحظيرة بمستوى علو 1786 متر.. صور لايمكن تخيلها وغروب للشمس في منتهى الجمال. يفضل بعض المواطنين قضاء ماتبقى من عطلتهم الصيفية في المحيطات الغابية التي توفر أجواء منعشة بعيدا عن أشعة الشمس ودرجات الحرارة الحارقة التي تعرفها ولايات الوسط الغربي على غرار الشلف والمدية والجلفة والجزائر العاصمة وتيارت وعين الدفلى وبومرداس وغيلزان الذين اختاروا وجهة ثانية بعد البحر نحو غابة المداد التابعة إقليميا إلى ولاية تسمسيلت المشهورة بشجر الأرز والمصنفة كحظيرة وطنية تستقطب سنويا الآلاف من الزوار والسياح خصوصا في موسم الحر، حيث وجدنا في شهر رمضان عددا كبيرا من السيارات بلوحات ترقيم متعددة متوقفة عبر الطرقات الفرعية الموصلة إلى عمق الغابة في رحلة بحث عن المتعة والراحة وقضاء أوقات سعيدة مع الأبناء، حيث تمتاز الغابة كما قال (كمال) من تيارت بجو منعش تكسر فيه درجة الحرارة الموسمية، وتتراوح درجة الحرارة مابين 22 و 27 درجة مئوية تحت الظل، ترتفع الغابة المسماة عروس الونشريس عن سطح البحر بنحو 1923 م وتوفر قمة رأس البراريت أعلى قمة في الحظيرة بمستوى علو 1786 متر حسب أحد السكان المحليين، مناظر طبيعية لايمكن تخيلها أما المكان المثالي يجمع صورا بانورامية كما قال تتمثل في قمة (كاف السيقا) 1714م. أما منطقة (الورتان) فهو موقع مليئ بالأشجار به ينبوع مائي يفضل الزوار البقاء لمشاهدة أحسن غروب للشمس. واستنادا إلى أحد أعوان محافظة الغابات بمنطقة ثنية الحد الفاصلة بين ولايتي عين الدفلى وتسمسيلت فإن عدد السواح في تزايد مستمر بعد الاستقرار والهدوء الأمني الذي عرفته المنطقة، إلى جانب المناظر الطبيعية الخلابة التي تكسوها أشجار الأرز على مساحة شاسعة زادت في جمال ومتعة المكان التي تعيش فيه عديد الحيوانات المحمية ومنها الأرنب البري، الخنزير، ابن آوى، الوشق ومنها 10 أنواع من الثديات وثلاثة أنواع من الزواحف كما هو مبين في الدليل السياحي إلى جانب 30 نوعا من الحشرات منها السرعوقة، اليعسوب، الدعسوقة وأزيد من 30 نوعا من الطيور و72 نوعا من الحيوانات. ويذكر محدثنا أن غابة المداد بثنية الحد التي تبعد حوالي 55 كلم عن عاصمة الولاية تسمسيلت تعد فضاءً للراحة للعائلات خاصة في هذا الموسم الحار الذي تعرفه الولايات المجاورة، وملاذاً للرياضين الجزائريين لأنه مكان مميز لممارسة مختلف الهوايات والرياضات. وتشير تقديرات الأعوان المكلفين بحماية الموقع السياحي أن عدد الزوار إلى غابة المداد يتجاوز سنويا 20 ألف زائر ويرتقب أن تكون الوجهة الأولى بالمنطقة في السنوات القليلة القادمة في حالة تجسيد جملة من المشاريع والمرافق الخاصة بالاستقبال والترفيه وإنشاء فضاءات رياضية تستقطب الأندية لممارسة نشاطاتهم وعدم دفع أموال طائلة في الخارج من أجل التحضير للبطولة أو المنافسات المحلية أو الوطنية وحتى الدولية. ويتساءل العديد من الزوار عن السبب الرئيسي الذي يقف وراء عدم تجسيد مشاريع سياحية وفضاءات رياضية تعود بالنفع على أبناء المنطقة وتوفر مداخيل إضافية لخزينة الدولة مادامت المنطقة بهذا الجمال الآخاذ قلما تجد مواصفات بهذا الشكل في مناطق أخرى؟!