تعتبر ولاية النعامة من الولايات المحافظة على تقاليدها وتراثها، ليس في شهر رمضان فحسب، بل في كل المناسبات وحتى في الأيام العادية تجد الرجل النعامي والمرأة النعامية يستحضرون في أعمالهم اليومية وأقوالهم وطرائق عيشهم وأكلهم ما تركه لهم أجدادهم وأسلافهم. وولاية النعامة ولاية سهبية فتية وليدة التقسيم الإداري لسنة 1984 بعدما كانت تابعة إداريا لولاية سعيدة، وتتكون من 12 بلدية موزعة على 7 دوائر وهي كما يلي دائرة النعامة وتتوفر على بلدية النعامة، ودائرة المشرية بلدية وبلدية عين بن خليل والبيوض ودائرة العين الصفراء بلدية العين الصفراء بلدية تيوت ودائرة مغرور المتكونة من بلدية مغرار وبلدية جنين بورزق ودائرة الصفيصيفة ودائرة عسلة وبها بلدية عسلة وأخيرا دائرة مكمن بن عمار وبها بلدية القصدير. مع اقتراب الشهر الفضيل يزيد إقبال المواطنين على اقتناء ضروريات المائدة الرمضانية وكذا التحضيرات على مستوى البيوت. أما في شهر رمضان، بل قبله كذلك تتم التحضيرات بداية بإعادة ترتيب البيت في شهر شعبان كالتنظيف وشراء التوابل الأزمة المعروفة برأس الحانوت وكذا شراء القمح الفريك المخصص لتحضير طبق الشوربة وطحنها بالمنزل. وهناك حتى من تشتري بالمناسبة الأواني الفخارية وتطلي الجدران وتنظف الأواني النحاسية وتهدي كمية من الفريك المطحون إلى الاحباب والمحتاجين أما عملية الطهي فتكون على الجمر لذا فتتم بالمناسبة عملية تبييض المجامر بالجير، فالكثير من العادات لازالت متأصلة ولكن بلمسة عصرية، كما يكون الإقبال على بعض الأعشاب الطبية والمتداولة كتوابل لا زالت مستعملة والتي لا تستغني عنها المائدة الرمضانية ونذكر الإكليل القرقوطة البسباس واليزير تجدر الإشارة إلى أن اليزير والمعروف بالإكليل يطحن ودقيقه يخلط مع التمر ويفتتح به الإفطار يكسر به الصيام كما هو شائع في الجزائر. كما تكون أعشاب القرقوطة والبسباس واليزير الإكليل جافة ومطحونة ولا تطبخ بل توضع على المائدة وتضاف عند تقديم طبق الحريرة او الشربة حسب الذوق. وعلى غرار الأكلات الخاصة برمضان فان النعامة معروفة بتقاليدها في الطهي، حيث تختص بأكلات تقليدية متوارثة ومعروفة على المستوى المحلي تثري بها المناسبات والأفراح كما تقدم إكراما للضيوف ومنها الكسكس وهو ما يعرف في المنطقة بالطعام، ويتنوع إلى طعام رقيق وهو ما يسمى "السفة" حيث يقدم مع اللبن والحليب وطعام غليظ وهو ما يسمى المردود ويقدم مع المرق، ومن الأشياء التي تهتم بها المنطقة كذلك الخبز بمختلف أنواعه من المطلوع او ما يسمى بخبز طاجين، والملوى والمسمن والبغرير والمبسس والمخلعة إضافة إلى الأكلات التي تحضر بالتمر كالزريزري وهو تمر ممزوج بالكليلة إضافة إلى المعكرة وهو التمر المضاف إلى الدقيق أما الرفيس فهو خليط بين التمر وقطع من الخبز، والرب هو مربى التمر وما يشتق من الحليب أما الكليلة فهو جبن مجفف والجبن والدهان.