تعكف بعض الأحزاب الصغيرة التي فشلت في تخطي عقبة التشريعيات على تكثيف نشاطاتها السياسية بوتيرة عالية في الآونة الأخيرة مستغلة غضب الطبقة الإجتماعية خلال شهر رمضان لعلها تحظى بمقاعد في المحليات التي لم يعد يفصلنا عليها سوى قرابة شهرين، وهو الحدث الذي من شانه أن يعيد الحياة لأهل السياسة في الجزائر الذين غرقوا في سبات عميق طيلة الصائفة. تسعى بعض الأحزاب لإثبات وجودها في الساحة السياسية من خلال استغلال المشاكل التي عايشها الجزائريون في شهر رمضان بداية من الإرتفاع الجنوني للأسعار مختلف المواد الإستهلاكية إلى الخلل الذي أصاب الشبكة الكهربائية وأغرق الجزائريين في الظلام لعدة أيام إلى الحرائق التي تسببت في الكثير من الخسائر للثروة الغابية بالجزائر، فبعد أن غيبتها التشريعيات التي أثبتت نتائجها آن الجزائريين لازالوا تحث تأثير العشرية السوداء واقتنعوا ان التغيير لن يكون سوى مع الحزب العتيد الآفلان لتكون نتائجها بمثابة الضربة الصاعقة التي وجهت للإسلاميين، ولجميع الأطراف الخارجية التي كانت تهدف لزعزعة استقرار وأمن البلاد وتسعى لإحداث ثورة ضد النظام على غرار الربيع العربي الذي اجتاح دولا شقيقة واقلب موازينها. إستفاقت جلّ الأحزاب السياسية بعد أشهر من الفراغ السياسي في محاولة منها لكسب تأييد الأمة حيث استنكرت جبهة الجزائرالجديدة التي يترأسها جمال عبد السلام وضع السلطة وشبهت وضعها الراهن بالمثل القائل (مال بلا راعي) مطالبة بضرورة نقلها للجيل الجديد بعدما فشلت الحكومة في كبح جماح غضب الأمة مستغلة الحركات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف مناطق البلاد سخطا على الإنقاطاعات المتكررة للكهرباء التي ألحقت أضرار جسيمة سواء بالتجار أو المواطنين الى جانب إنخفاض القدرة الشرائية للمواطن أمام الإرتفاع الجنوني لأسعار مختلف المواد الغذائية، كما إستاء الحزب في بيان له تأخر إعلان الحكومة الجديدة وتسيير07 قطاعات حساسة أبرزها قطاع العدل منذ أزيد من شهرين بالنيابة. وقد أكدت جبهة الجزائرالجديدة عجز كل من وزارتي الفلاحة والتجارة في تسيير وتنظيم السوق، حيث لم تف جميع الوعود التي قطعتها بتوفير المنتوج بأسعار معقولة والتحكم في المضاربة والتجارة الموازية، كما أشارت إلى أن وزارة الطاقة والمناجم هي الأخرى أثبتت فشلها في تسيير أهم مورد في الاقتصاد الوطني وهو ما يعكسه وقوف سونلغاز عاجزة على مواجهة مشكل انقطاع الكهرباء الذي تحول إلى حركة احتجاجية شملت كل ولايات الوطن واكتفت بتبرير هذا الإنقطاع بالإستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية عن طريق المكيفات الهوائية، حيث حملت الحكومة المسؤولية داعية إياها للإنسحاب وترك المجال لمن له الكفاءة في تسيير البلاد. جاب الله على خطى عبد السلام وقد ساند جبهة الجزائرالجديدة حزب جبهة العدالة والتنمية لعبد الله جاب الله الذي إستنكر الفراغ السياسي الذي تعيشه الجزائر في خطوة أولى بعد غياب عن الساحة دام قرابة 03 أشهر بعدما خرج من معركة التشريعيات بخفي حنين، حيث أكد في بيان نشرته وسائل الإعلام عشية عيد الفطر أن الجبهة الاجتماعية على فوهة بركان وتريد التجديد والتغيير داعيا جميع الأطراف السياسية إلى التحالف من أجل إنجاح الإنتخابات المحلية وضمان شفافيتها ونزاهتها. وقد عاد الحزب إلى الواجهة بسبب بعض الإشاعات التي طالته حول وجود إنقاسمات بين قيادين الأمر الذي جعله يصدر عدة بيانات تكذيبية ويعمل على كسب الأصوات تحضيرا للمحليات باللعب على نغمة الفساد الموجود في السلطة. تحضيرات للمحليات وشرعت الأحزاب ذات القاعدة الشعبية والتي طالها أيضا السبات الصيفي في حملات بحث عن مرشحين لها عبر 1541 بلدية موزعة عبر 48 ولاية من خلال تحسيس مناضليها للتجند وإختيار العناصر التي تتوفر فيها الشروط لكسب أصوات الناخبين والتكفل كذلك بالإهتمامات والإنشغالات اليومية للمواطنين، عكس الأحزاب الجديدة التي إتخذت من المشاكل الإجتماعية نقطة إنطلاقة لها وفي هذا السياق دعا الأمين العام لجبهة التحرير مناضليه إلى دخول الإنتخابات المحلية القادمة بقوائم مترشحين يحظون بثقة المواطنين ولهم القدرة على الدفاع عن مصالحهم ومصالح المجموعة، مؤكدا عزم حزبه على الظفر بأكبر عدد ممكن من المقاعد في المجالس الشعبية البلدية المقبلة بإعتباره القوة السياسية الأولى في البلاد. ويرى بلخادم الذي تمكن من نحر مناهضيه، أن هذه الإستحقاقات تكتسي أهمية قصوى بالنسبة للحزب الذي ينبغي عليه الإستعداد لها بجدية وعزم لتحقيق النجاح واصفا إياها بالصعبة مقارنة بالتشريعيات الماضية. ومن جهته، حث أحمد أويحيى مناضلي الأرندي على التجند والتوحد خلال الإنتخابات المحلية، مبرزا أن حزبه يملك كل مؤهلات النجاح في المنافسات الإنتخابية. كما جاء إعلانه لإختيار مترشحين خارج الحزب بمثابة صفعة قوية للمناضلين الذين كانوا يأملون في الحصول على منصب مير وقد اتخذ أويحي هذا القرار بعد المشاكل التي عرفها بيت الأرندي واتهامه بالإنفراد بالسلطة. أما المجلس الوطني لجبهة القوى الإشتراكية، فقد عقد دورة استثنائية تخصص للإنتخابات لمحليةوفي هذا الإطار، أكد الأمين العام الأول للحزب علي العسكري أن اللجنة الوطنية المكلفة بالتحضير للإنتخابات المحلية لجبهة القوى الإشتراكية ستقدم للمجلس الوطني للحزب الوثيقة الخاصة بذلك والتي ستعرض للنقاش والمصادقة، موضحا أن هذه الوثيقة ستضع معايير الترشح وكل ما يتعلق بإعداد القوائم الإنتخابية لجبهة القوى الإشتراكية والمشاركة في هذا الموعد الإنتخابي. ومن جهته طالبت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، بتقديم التي ظهرت في الايام الاخيرة لشهر رمضان بعد اجتماع المكتب الوطني وأيام الجامعة الصيفية الضمانات أكثر لتشجيع الأحزاب والهيئة الإنتخابية على المشاركة في الإنتخابات المقبلة. كما طالبت حنون، بتطهير السجل الإنتخابي وعدم إقحام القضاة في الانتخابات، معتبرة أن هذا الأمر لم يحل المشكل بل أثقل الإنتخابات.