إضافة إلى لحم لحلو والشربة والمثوم وكل الأطباق التي اعتادت الأسر الجزائرية أن تضعها على موائدها الرمضانية فان المشروبات الغازية طالما كانت من بين الأساسيات على المائدة، وحتى وان اختفت في أشهر السنة، فانه لا استغناء عنها في شهر رمضان. كان هذا لسنوات مضت، لكن هذه السنة عزف الكثير من الجزائريين عن شراء المشروبات الغازية او على الأقل لم يعودوا يشترونها بنفس الكمية، وذلك لما عرفته من ارتفاع في أسعارها في الأشهر الماضية، بسبب غلاء ثمن السكر، ما جعل الكثير من المواطنين لا يشترونها بالقدر الذي كانوا يشترونها به، بل صاروا يكتفون بقارورة او قارورتين على حسب عدد أفراد العائلة وعلى قدر إمكانياتها، حتى أن البعض عزف تماما عن شرائها مثل السيدة بهية التي تقول:"في السابق، أي في شهر رمضان من كل سنة لم نكن نستغني عن المشروبات الغازية على موائدنا، لأنها تفتح الشهية للأكل من جهة، ولان ثمنها كان معقولا نوعا ما، وكانت كلّ أسرة قادرة على شراء قارورة على الأقل يوميا، أما بعدما تضاعف سعر تلك المشروبات، وصارت بأربعين دينارا بدل ثلاثين او خمسة وعشرين، فان هذا يجعلني شخصيا وكلما اقتربت من شرائها احسب ألف حساب فيما إذا كانت ستكفيني النقود التي معي لشراء أغراض أخرى وفيما إذا كانت ميزانيتي لن تختل بعد شرائها، وكم قارورة استطيع شراءها في اليوم، وهكذا، ثم قررت أن لا اشتريها، وحتى حين أجد النقود لذلك فانا لا افعل، لأننا في النهاية لن نموت إذ لم نشربها، ثم أننا إن قمنا بشرائها رغم ارتفاع أسعارها فان ذلك يشجع هؤلاء التجار على رفع أسعارها أكثر، وحتى عندما يشتري ابني بعض المشروبات أؤنبه على ذلك، فانا لا أحبذ أن نشتري ما يرفع سعره، خاصة إذا لم تكن لنا به حاجة ماسة، ولولا أن مادة السكر ضرورية للمائدة لكنت قاطعتها هي كذلك، بل إنني كثيرا ما اعزف عن شراء بعض الخضروات والفواكه لنفس السبب، فيما أرى أشخاصاً آخرين وما إن يرتفع سعر مادة ما حتى يقبلون عليها، كما لو أنّ ذلك زاد في قيمتها في نظرهم". أما فؤاد فيقول لنا:" صحيح أنّ المشروبات الغازية وبعدما ارتفع سعرُها بذلك الشكل فدقت بريقَها، وصار المواطنون لا يشترونها مثلما كانوا يفعلون قبلا، لكن في رمضان الأمر يختلف، فالمائدة الرمضانية لا يمكن أن تكتمل دون مشروبات غازية، فهي مثل الأطباق التقليدية لها طعم خاص، وحتى وان ارتفع سعرها فإننا مضطرون لشرائها، على الأقل خلال هذا الشهر، والذي لا بدَّ فيه من مشروب غازي او عصير او شيء، ولأنها تشترك كلها في أنها تحتوي على السكر، وبذلك فقد ارتفع سعرها جميعها، فانه لا حيلة لنا إلاّ الرضوخ للأمر الواقع".