هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هي أرض الإسراء والمعراج، هي الأرض التي بارك الله فيها حين ذكرها في القرآن الكريم ''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه السميع البصير''• (آية)• استضافت عائلة فلسطينية مقيمة في الجزائر ''الفجر'' في يوم رمضاني بنكهة جزائرية• الاستقبال المميّز والحار لعائلة العايدي ما هي إلا مرآة تعكس كرم وسخاء الشعب الفلسطيني، حيث التحقنا ببيت السيدة خضرة العايدي، حرم الأمين العام لحركة ''فتح'' بالجزائر في حدود الساعة منتصف النهار لنعيش نكهة رمضان• بمجرد دخولنا قاعة الاستقبال لفت انتباهنا اللوحة المعلقة عل الجدار، والتي تمثل القدس الشريف، دليلا على الوفاء والحنين لبلدهم الأم فلسطين• وبينما كنا نطوف بأرجاء القاعة، استوقفتنا رائحة المأكولات التي كانت تطهوها السيدة أم محمد، دفعتنا ودون أن نشعر للتسلل داخل المطبخ، لنعيش متعة الأطباق الفلسطينية وحتى الجزائرية لتؤكد لنا مضيفتنا على الروابط المتينة التي تجمع البلدين• شوربة عدس، الأوزة، المقلوبة•• من أشهر الأطباق الفلسطينية أكدت لنا السيدة أم محمد أن الشيء المميّز للفلسطينيات في شهر رمضان أن كل المأكولات والأطباق تحضّر بالمنزل بما في ذلك الخبز والفطائر• وتعتبر شوربة العدس من أكثر الأطباق شهرة في الشهر الفضيل إضافة إلى شوربة الخضروات• وهناك طبق يدعى ''المقلوبة'' التي تنسب تسميتها إلى القائد البطل صلاح الدين الأيوبي عندما فتح مدينة القدس• ومن أشهر الأطباق التي يحضّرها الفلسطينيون، حسبما قالته السيدة ''خضرة'' نذكر: القدرة، الشاكرية، الكبة وغيرها، بالإضافة إلى المحاشي بشتى أنواعها، والمقبّلات التي تتمثل في السلطات مثل التبولة والسلطة الخضراء• ومن أشهر الحلويات المشهورة في فلسطين ذكرت لنا السيدة أم محمد أنواعا لا تعد ولا تحصى مثل الكنافة، وهي من أشهر الحلويات النابلسية، والقطايف التي لا يخلو أي بيت منها في رمضان، إضافة إلى المشروبات التي تحضّر بالبيت كمشروب عرق السوس، وقمر الدين، والتمر الهندي، والكركديه• وحسب السيدة خضرة فإن هذه المشروبات تحضر في شهر رمضان للاستغناء عن المشروبات الغازية• إضاءة الفوانيس بمجرد ثبوت الشهر الفضيل عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني في ليلة أول رمضان وبمجرد ثبوت الشهر الكريم تضاء الفوانيس في المنازل، ومع أذان المغرب تجتمع العائلة•• الكبار والصغار على مائدة الإفطار بدءا بالتمر والمشروبات التقليدية من قمر الدين وعرق السوس، وتتلوها المقبلات والأطباق التقليدية الفلسطينية، ثم يذهب الناس للمسجد لإحياء الليلة الأولى بصلاة التراويح، وبعدها يعود أفراد العائلة ليجدوا الحلويات والمكسرات في انتظارهم، وتكاد لا تخلو مائدة رمضان من القطايف والكنافة• كما يحافظ الفلسطينيون في هذا الشهر الفضيل على صلة الرحم وتجتمع العائلات والأقارب في شهر الرحمة والمغفرة• كما يقام بيت يدعى ''الديوان'' أن يختار شخص يعد من أغنى العائلات ليكون مختار الحارة أين تقام الولائم فيه، كما يقصده كل عابر سبيل• السيدة خضرة العايدي ل ''الفجر'' أفضّل الأكلات التقليدية وطبقي المفضّل شوربة عدس قالت السيدة خضرة العايدي، مسؤولة اتحاد النساء الفلسطينياتبالجزائر، في دردشة جمعتها مع ''الفجر'' إنها تفضل أكل الأطباق التقليدية الفلسطينية كشوربة العدس والمقلوبة، ومن الأطباق الجزائرية الشطيطحة والكسكسي، كما تحبذ السهرات العائلية وتعزيز صلة الرحم في الشهر الفضيل• الفجر: كيف تحضرين نفسك لاستقبال رمضان؟ السيدة ''خضرة'': ككل السيدات أبدأ بتحضير منزلي من تنظيف وترتيب، بما أن شهر رمضان تكثر فيه الزيارات والولائم لاستقبال الضيوف• ما هي الأكلة المفضلة لديكم على مائدة الفطور؟ في الحقيقة أنا أحب جميع الأكلات التقليدية وطبقي المفضل هو شوربة العدس والمقلوبة• ماهي الأطباق الجزائرية التي تتذوقها السيدة خضرة؟ تعجبني الأكلات الجزائرية فأنا أقوم بطبخ أطباق جزائرية في بيتي مثل المثوم، الشطيطحة، الكسكسي، اللحم الحلو••الخ• هل تربطكم علاقات صداقة بأسر جزائرية؟• نعم بالطبع تجمعني علاقات صداقة بين أسر جزائرية كوني مقيمة في الجزائر• كيف كان شعوركم عندما كانت غزة تحت القصف الإسرائيلي وأنت بعيدة عنها؟ شعوري كشعور أي فلسطيني مغترب عن بلاده وعن ما يجري في أراضيها، وكوني مسؤولة عن جمعية الاتحاد النسوي للفلسطينيات، كنت أتنقل بين الحين والآخر لأترصد الأخبار وأكون بالقرب من عائلتي لأتقاسم وأهل بلدي محنتهم وهم تحت قصف الكيان الصهيوني•