يسارع المؤمنون في هذا الشهر العظيم إلى العودة إلى الله، والإقبال على مختلف العبادات التي تُحتسب أضعافا مضاعفة، ومن ذلك صلاة التراويح، التي ينتظرها المسلمون في شهر رمضان من كل سنة، يطمعون بعد تأديتها نيل الثواب والغفران. بعد صلاة العشاء مباشرة تجد الناس صفا واحدا، مستعدين لتأدية صلاة سيستمعون فيها إلى تلاوة القران، وسيتمكن من دأب على حضورها على اختتامه مع نهاية الشهر، ومثل الرجال فان النسوة رحن يقبلن على المساجد، وتعلقت قلوبهن أيضا بالصلاة داخل المساجد، والتي يرينها، والى جانب أنها اجر لهن، فان لها طعما خاصا في شهر رمضان يزيدهن تقوى وورعاً، فتجدهن وراء إفطار المغرب ومع رفع المؤذن لأذان صلاة العشاء يتدفقن على المساجد، بعضهن يتركن مسلسلاتهن المفضلة والبرامج التي عادة ما تستهوي النسوة، خاصة في شهر رمضان، وكذلك واجباتهن وكل شيء من اجل تلك الساعات او الدقائق التي يمضينها في الاستماع إلى تلاوة القران، والظاهرة جميلة وباعثة على الارتياح لولا بعض المظاهر السيئة التي ترافقها، والتي تجعل من ذهاب المرأة إلى المسجد أمراً غير مستحب تارة، بل وخطيراً أحيانا أخرى. في رمضان من كل سنة يشدِّد الأئمة على المصلين أن يلتزموا بأداء صلاة التراويح على أكمل وجه، وقد يتوجه بخطابه إلى صفوف النسوة اللائي عادة ما يخلقن بعض الأجواء والمظاهر غير المستحبة خلال أداء الصلاة، وذلك لأن بعضهن لا يعرفن حرمة المساجد، وما لهن وما عليهن بداخلها، خاصة منهن اللائي لا يرتدنها إلاّ في شهر رمضان، حيث أنهن عادة ما يأتين مُرفقات بأولادهن وبناتهن، ودون حتى أن يحضرنهم إلى تلك الصلاة، أو يشددن عليهم أن يلتزموا بالآداب العامة، ويفهمنهم أن المكان مكان عبادة، وألا مساحة فيه للعب او الصراخ، بل أن الكثير من المصليات سامحهن الله يجلبن هؤلاء الأولاد حتى لا تتركنهم لوحدهم في البيوت أو لأنهن يردن لهم أن يتعلمن كيفية الصلاة والتقرب من الله، فتكون حينها النية سليمة ولكن يتجاهلن أن المساجد أماكن مقدسة، وان الذي يدخلها لا بد أن يكون على علم على الأقل بكيفية التصرف، وانه لا بد من التزام الصمت واحترام باقي المصلين، لكن ما يحدث في كل رمضان يدل على أن الكثير من النسوة المصليات، لم يأخذن بعين الاعتبار كلام الأئمة، ولم يدركن حرمة المساجد. وهو ما يشتكي به بعض المصلين والمصليات عقب كل صلاة، من نسوة حولن المسجد إلى مساحة للحديث، والتطرق إلى مختلف المواضيع التي لا علاقة لها لا برمضان ولا بالصيام ولا بالصلاة، والأسوء أنهن قد يفعلن ذلك والإمام يتلو القرآن أي في وسط الصلاة، ولا يعلمن أن ذلك التصرف قد يُحبط أعمالهن ويسيء إليهن والى باقي المصليات، لهذا وجب على امرأة أدركت أنها غير قادرة على الصلاة في المسجد، بإعطائه كامل حقه، فلا تتحدث وتلتزم الصمت وتؤدي عبادتها، فان تستطع فالله لا يكلف نفسا إلاّ وسعها،لهذا وجب وفيما تبقى من أيام الشهر ونحن في بدايته، أن تلتزم كل أخت بالحفاظ على حرمة المسجد، وإلا فصلاتُها في بيتها خير لها.