يواجه سكان مزرعتي سوفطة وجلالة ببلدية حجوط بتيبازة معاناة كبيرة في ظل انعدام المراكز الصحية، الأمر الذي اضطر أغلب سكان المنطقتين للتنقل إلى غاية الأحياء المجاورة ومستشفى بوسماعيل لتلقي العناية الطبية، قاطعين بذلك مسافات طويلة أنهكت أجسامهم لاسيما وأن وسائل النقل تعرف نقصا فادحا على مستوى منطقة حجوط. وفي ذات السياق أوضح السكان أن مطالبهم ونداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية لم تأت بنتيجة إلى يومنا هذا، بخصوص إنجاز مراكز صحية تنهي معاناتهم من التنقل مسافات من أجل تلقي العلاج. وحسب محدثينا أنهم يجهلون سر تغاضي السلطات المحلية والولائية عن توفير مركز صحي بالحي خصوصا وأنه يعتبر من الضروريات، وأضاف محدثونا أن أكبر المتضررين من غياب هذا المرفق الضروري هم المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة وكذا الأطفال الصغار، ومن المفروض أن يحظى كل حي في القطر الوطني بهذا المرفق باعتباره أهم مطلب بعد الماء والغاز وغيرها من جملة النقائص التي تشهدها المنطقتين المذكورتين. وأردف هؤلاء أنه رغم مئات الشكاوي إلا أنها بقيت حبيسة الأدراج لم تلق بعد طريقها لإيجاد حل نهائي في إنجاز مركز على الأقل للحد من معاناة السكان. وفي هذا الصدد كشف لنا العديد من سكان المزرعتين عن معاناتهم اليومية، وتذمرهم الشديد جراء انعدام ضروريات الحياة، وما زاد الأمر تعقيدا تجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم، منذ عدة سنوات، حيث لم يشهدوا خلالها أي تدخل من أجل تحسين الوضع المعيشي، مع نقص في المراكز الصحية وطول الطريق الذي يسلكونه بسياراتهم للذهاب إلى مستشفى القليعة أو بوسماعيل لتلقي العلاج اللازم، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الصحية لمرضاهم. وأضاف محدثونا، أنهم تلقوا وعودا بشأن الالتفات لجملة المشاكل التي يعانون منها، غير أن الوعود بقيت بعيدة المنال، ما دفعهم لتجديد نداءاتهم للجهات الوصية على رأسها مديرية الصحة لانتشالهم من عمق المعاناة التي لازالت تلازمهم منذ سنوات خلت. من جهة أخرى اشتكى السكان من ندرة الأدوية بل وانعدامها في أغلب الأحيان وتعدت الظاهرة لتشمل مطالبة المرضى بإحضار الحقنة الخاصة بضخ الدواء بحكم عدم تواجدها سواء بالمراكز أو القاعات الاستشفائية في ظل عدم توفر الصيدليات بالعديد من البلديات. في حين يضيف هؤلاء أنهم غالبا ما يعودون إلى ديارهم دون أن يتلقوا أي علاج الأمر الذي أدى بهم إلى التنقل إلى المصالح الطبية الخاصة، من أجل المعالجة خوفا من الأمراض. وأمام هذا الوضع المزري ينتظر المواطنون بشغف التفاتة من السلطات الوصية قصد التخفيف من معاناتهم اليومية والبحث عن حلول ناجعة وملموسة، مطالبين بضرورة توفير المراكز الصحية على مستوى المناطق الداخلية والنائية المحرومة من حقها الشرعي وهو فتح مراكز صحية وعيادات متعددة الخدمات وهذا لرفع الغبن عن المواطنين الذين ذاقوا مرارة الحرمان من أدنى ضروريات العيش الكريم في بلاد العزة والكرامة.