الجميع انتظر عودته بعد مشاركة يمكن وصفها في نظري الخاص "بالمحتشمة" في المونديال الأخير، لكن ياليتنا لو لم ننتظر هاته العودة، كيف لا وقد خيب المنتخب الوطني الجميع، اثر اداءئه الباهت في مواجهته الودية الاخيرة التي لعبت سهرة الاربعاء الماضي امام المنتخب الغابوني بملعب 5 جويلية ولاتي خسرها اشبال لامدرب رابح سعدان بهدفين لواحد. هل الأداء الذي ظهر به اللاعبون الجزائريون أمام الغابون يجعلهم قادرون في بلوغ نهائيات أمم إفريقيا المقبلة 2012؟ خاصة وان منتخبنا سيواجه منتخبات اقل شان منه في الترتيب العالمي، المغرب في الصف ال59 وتنزانيا في الصف ال11 وجمهورية إفريقيا الوسطى في الصف ال202؟. ذلكم هو السؤال الذي بات يطرحه ليس التقنيون والمختصون بشان رياضة كرة القدم في بلادنا فحسب، بل حتى الجماهير الجزائرية، خاصة وان الكثير من هؤلاء ابدى استياءه بما قدمه زملاء الحارس مبولحي في مواجهتهم الأخيرة أمام الغابون، وبين وسط هذا التشاؤم هناك علامة استفهام كبيرة تطرح نفسها لماذا يرفض الناخب الوطني عقب كل مباراة كروية يخسرها رسمية كانت او دولية تقبل النقد، رغم آن هناك من ينتقد خدمة للمنتخب الوطني وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها اللاعبون. وحتى نوضح الصورة أكثر، سنتناول في هذا العدد جميع المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني منذ ملحمة ام درمان بفوزه في اللقاء الفاصل على المنتخب المصري بهدف لصفر، ومنذ ذلك اللقاء خاص أشبال الشيخ رابح سعدان 13 مباراة منها تسع مباريات رسمية، ستة منها في نهائيات كاس أمم إفريقيا التي جرت بانغولا، واللقاءات الثلاث المنتقية كانت في نهائيات كاس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، أما المباريات الأربعة المتبقية فكانت في إطار ودي. 13 مباراة ... ثماني هزائم وثلاث انتصارات وتعادلين اول لقاء خاضه منتخبنا الوطني بعد بلوغه المونديال على حساب المنتخب المصري، كان أمام منتخب مالاوي في اول جولة من نهايات أمم إفريقيا التي جرت مطلع العام ألحاري بانغولا، وبين هذا اللقاء ومواجهة الغابون الأخيرة بلغ مجموع المباريات التي لعبنها "الخضر" 13 مباراة، خسر ثمانية منها فاز في ثلاثة وتعادل في مبارتين ففي الدور الأول من نهائيات كاس أمم إفريقيا بانغولا، دشن زملاء كريم زياني البطولة بخسارة كبيرة أمام منتخب مالاوي بثلاثة أهداف دون رد، وفي مواجهتهم الثانية، تفوقوا على المنتخب المالي، وفي اللقاء الثالث تعادلوا مع منتخب البلد المنظم انغولا بدون أهداف. اللقاء الرابع خاضه المنتخب الوطني أمام المنتخب الايفواري وبعد جهد جهيد انتزع ورقة العبور إلى الدور نصف النهائي، فبعد آن كان زملاء الحارس شاوشي قاب قوسين او أدنى من الخروج من البطولة كونهم كانوا متأخرين بهدفين لواحد، وإذا في الوقت بدل الطائع المدافع مجيد بوقرة يتمكن من تعديل النتيجة، ليلجا المنتخبين إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم للاعبين الجزائريين بثلاثة أهداف لهدفين بفضل هدف عامر بوعزة. وبعد بلوغهم الدور نصف النهائي، وجد المنتخب الوطني نفسه مرغما ليواجه المنتخب المصري، بملعب مدينة بانغيلا، وبغض النظر عن سوء التحكيم إلا آن المنتخب الوطني والحق يقال لم يقدم ماكان منتظرا منه لينهي المباراة منهزما بنتيجة لم تكن تخطر على بال حتى المصريين أنفسهم، بهزيمة ساحقة 4/0 لمصر. آخر مواجهة للمنتخب الوطني كانت أمام المنتخب النيجيري من اجل المركز الثالث، لكن وعكس ماكان منتظرا لمخ يظهر اللاعبون الجزائريون إي شيء، صحيح آن الناحب الوطني فضل خوض هذا اللقاء بتشكيلة بعض لاعبيها لم يسبق وان خاضوا إي لقاء من قبل على غرار مدافع مولودية العاصمة رضا بابوش، إلا آن هذا لا يغطي النقائص العديدة التي ظهرت على التشكيلة الوطنية التي أنهت المباراة منهزمة بهدف دون رد، ليكتفي منتخبنا بالصف الرابع. في انغولا 4 مقابل 10... ونبقى مع لغة الأرقام بخصوص مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات أمم إفريقيا بانغولا، لنتوقف عن حصيلة أهداف "الخضر" في هاته البطولة. فمن جملة اللقاءات الست التي خاضها زملاء كريم مطمور، لم يسجل المنتخب الوطني إلا أربعة أهداف فقط ، بمعدل اقل من نصف هدف في كل لقاء، وهو معدل ضعيف جدا، بحجم منتخب متأهل إلى نهائيات كاس العالم، ويملك لاعبين في المستوى يلعب جلهم في نوادي أوروبية كبيرة. مقابل هذا الضعف الكبير في الهجوم قابله كذلك ضعف آخر في الدفاع، حيث اهتزت شباك المنتخب الوطني عشرة مناسبات، ثمانية أهداف في شباك الحارس فوزي شاوشي وهدفين في شباك الحارس لمين زماموش، بمعدل هدفين في كل لقاء، ومرة أخرى نقول آن عدد الأهداف التي دخلت مرمى المنتخب الوطني كذلك لا يليق بمنتخب كان ضمن المتأهلين إلى نهائيات كاس العالم. المباريات الودية التي سبقت المونديال .. هزيمتان وفوز صغير من كرة ثابتة بعد شهر تقريبا من نهاية كاس أمم إفريقيا بانغولا، عاد زملاء كريم زياني الى أجواء المباريات، استعدادا لمونديال جنوب إفريقيا، حيث خاض المنتخب الوطني ثلاث لقاءات، الأولى كانت في مطلع شهر مارس أمام المنتخب الصربي بملعبي 5 جويلية، وخسرها بالأداء والنتيجة 3/0، حينها تنفسنا الصعداء على انتهاء اللقاء بهذا العدد من الأهداف، بالنظر الى الضعف الكبير الذي ظهر عليه اللاعبون، وبالرغم من العمل الذي قام به الشيخ رابح سعدان، الا ان لاعبيه تجرعوا مرة ثانية وبنفس النتيجة مرارة الخسارة في دبلن أمام المنتخب الايرلندي، وقبل أيام عن بدء مباريات جنوب إفريقيا، تذوق المنتخب الوطني حلاوة الفوز، لكن اي حلاوة، وقد جاء هذا الفوز على حساب المنتخب الإماراتي بهدف دون رد، من ضربة جزاء مشكوك فيها تولى بتنفيضها لاعب الوسط كريم زياني بنجاح. وبلغة الأرقام كذلك، نجد ان المنتخب الوطني بين نهائيات أمم إفريقيا وبداء نتهائيات كاس العالم لعب ثلاث لقاءات، خسر اثنين وفاز في واحدة، سجل خط هجومه الا هدف واحد أمام الإمارات من كرة ثابتة، فيما تلقت شباكه ستة أهداف كاملة، ارفام بدون تعليق. مباريات المونديال ... هزيمتان وتعادل واحد خلال المونديال اكتفى المنتخب الوطني كما هو معلوم بخوض ثلاث مباريات وهو عدد كل منتخب كان يشارك في اي منافسة عالمية في الدور الاول، ففي لقائه الاول خسر أمام المنتخب السلوفيني بهدف دون رد، اثر خطا فادح من الحارس شاوشي، وفي المواجهة الثانية اكتفى زملاء الحارس المتألق مبولحي بالتعادل السلبي أمام المنتخب الانجليزي، وفي المواجهة الثالثة مني بالخسارة في اخر دقيقة من اللقاء أمام المنتخب الأمريكي، ليودع الدور الاول من مونديال جنوب إفريقيا بنقطة يتيمة ومرتبة اخيرة في مجموعته، ليحل ضمن المرتبة ال29 في كاس العالم. وبلغة الأرقام لم يسجل منتخبنا اي هدف في كاسي العالم، ليبقى هدف جمال زيدان الذي وقعه في الجولة الأولى من مونديال المكسيك عام 1986 أمام المنتخب الايرلندي لاشتمالي اخر هدف يوقعه منتخبنا الوطني في نهائيات كاس العالم، مقابل ذلك ارتفع رصيد الأهداف التي دخلت مرمى منتخبنا في النهائيات الى 12 هدف بعدما كان العدد قبل مونديال جنوب إفريقيا 10 أهداف فقط. بعد المونديال .. الغابون تهزم الجزائر بملعب 5 جويلية كما سبق الإشارة إليه وكما يعلم الجميع، خاض منتخبنا الوطني اول لقاء له بعد مشاركته في كاس العالم، وجاءت هاته المباراة التي لعبت سهرة الأربعاء الماضي بملعب 5 جويلية أمام المنتخب الغابوني بعيدا عن طموحات الجمهور الرياضي الجزائر بعد خسرها زملاء عبد القادر غزال بهدفين لواحد، لا تزال الهزيمة محل تعاليق كل الجزائريين، على اعتبارها انها جاءت أمام منافس متواضع وأيام قلائل قبل انطلاقة تصفيات كاس أمم إفريقيا المقبلة 2012. أداء متواضع وطريقة لعب لم نجد لها اسم إذا تطرقنا إلى أداء اللاعبين الجزائريين منذ بلوغ نهائيات كاس العالم، وباستثناء مبارتيه أمام كوت ديفوار وانجلترا فتستوقفنها عدة ملاحظات أهما، آن الأداء كان دون المتوسط، وهي حقيقة يقرها الفنيين والاختصاصيين، وبما آن الأداء كان متواضعا فان طريقة لعب المنتخب الوطني في جل مباريته كانت مبهمة ولم نجد لها اسم. صحيح آن المنتخب الوطني تمكن بلوغ المربع الذهبي لكاس أمم إفريقيا بانغولا، وصحيح آن الحكم كوفي كوجيا أعطى ظهره لمنتخبنا أمام مصر، وصحيح ان الخسارة أمام سلوفينيا يتحمل مسؤوليتها بنسبة كبيرة الحارس فوزي شاوشي، وصحيح ان فرضنا التعادل أمام انجلترا، وصحيح ان الخسارة أمام المنتخب الأمريكي جاءت في اخر دقيقة من اللقاء، ، ، لكن هذا لا يغطي النقائص العديدة التي ظهرت على جميع خطوط المنتخب الوطني ويمكن حصرها في النقاط التالية: أولا: عدم وجود تنسيق بين اللاعبين المدافعين، وتجلى ذلك واضحا منذ اللقاء الأول أمام مالاوي، زد على ذلك آن التأخر المسجل في إخراج الكرة كلما تكون في منطقة دفاع المنتخب الوطني، كثيرا ما سبب متاعب جمة لحارس مرمى المنتخب الوطني، وتجلى ذلك واضحا في اللقاء الأخير أمام الغابون. ثانيا: افتقار المنتخب الوطني إلى لاعب يربط بين الدفاع والهجوم كما كان عليه الحال في عز أيام المنتخب الوطني مع اللاعب محمد قاسي سعيد، وقبله مع علي بن شيخ فحتى وان كان هذا الأخير كان يميل أكثر إلى اللعب الاستعراضي إلا انه كان يقوم بدور فعال في وسط الميدان، شانه شان مصطفى دحلب. وبما آن الفريق الحالي يفتقر إلى لاعب همزة وصل بين الدفاع والهجوم، كان من البديهي آن يتحمل الدفاع عبء المباريات التي خسرهاة، وهو ما يتجلى وضاحا في عدد الأهداف التي سجلت على مرمى المنتخب الوطني، والمقدرة منذ بلوغه المونديال الى 20 هدف. ثالثا: عدم وجود وسط ميدان حقيقي: فحتى وان غاب كريم زياني في اللقاء الأخير أمام الغابون الا انه لم يبقى ذلك اللاعب الذي يشكر العمود الفقري للمنتخب بدليل ان كان في بعض المباريات شبه غائب، الأمر الذي افتقر المنتخب الوطني إلى محرك أساسي، وهو ما اثر إلى حد كبير على الأداء الكلي لمنتخب في جل المباريات. رابعا: النقطة السلبية في المنتخب الوطني لكرة القدم تمثلت انعدامه لقلب هجوم حقيقي، بدليل آن المهاجم عبد القادر غزال لم يتمكن الى حد ألان من تسجيل ولو هدف واحد بالرغم من انه لعب أكثر من 15 مباراة. صورة أخرى لا تحتاج إلى تعليق بخصوص ضعف الخط الدفاعي فرغم امتلاك المنتخب الوطني لمدافعين ينشطون في الخارج كحليش وبوقرة وبلحاج الا ان حصيلة الأهداف التي سجلت في شباك منتخبنا منذ مواجهة مصر 18 نوفمبر لا تحتاج الى تعليق20 هدف. إذا أين مكانة الخط الدفاعي للمنتخب الوطني، وهل يعقل آن منتخب خاض 13 مباراة منذ تاريخ 18 نوفمبر تسجل عليه 20 هدف ولا يسجل الا خمسة أهداف فقط. شر البلية ما يضحك لو عدنا الى نهائيات كاس أمم إفريقيا بانغولا، فقد حملنا خروج منتخبنا من المربع الذهبي الى الحكم البنيني كوفي كوجيا، بانحيازه الفاضح للمنتخب المصري، لكن هذا لا يغطي الأداء المجحف للاعبين الجزائريين في تلك الدورة ككل. كما انه لا يغطي الأخطاء الصبيانية التي ارتكبها أكثر من لاعب سواء في تلك البطولة او في المباريات الاستعدادية التي سبقت المونديال او اثناء المونديال، او في اللقاء الأخير أمام الغابون. إعادة النظر في تركيبة الطاقم الفني ضرورة أكثر من ملحة مع احتراماتنا لأسماء الطاقم الفني الذي يتشكل منه المنتخب الوطني، الا آن هناك والحق يقال أسماء لا يجب باي حال من الأحوال ان نراها على مقعد الاحتياط، والجميع ادري بهاته الأسماء، فلنضع ياسي سعدان العاطفة جانبا، ان أردت ان تنال رضا الجمهور الرياضي الجزائري، فلا يمكن لسائق سيارة أجرة ان يعمل ضمن الطاقم الفني، والجزائر والحمد لله تملك من التقنيين والفنيين التي بإمكانك الاستنجاد بالبعض منها. تلكم هي نظرتي الخاصة عن المنتخب الوطني، فلا أريد بها آن انتقد سعدان بل هي وحقائق واراقام تتحدث عن نفسها، فيجب الاسراع في نصحح أوضاع المنتخب الوطني، قبل ان يقع الفاس على الرأس، وحينا سنقول اه لو حفظنا درس الغابون، لكن لا ينفع الندم، وصح فطوركم.