خرج الجمهور الغفير سهرة الأربعاء غاضبا من النتيجة الثقيلة التي انهزم بها “الخضر” أمام المنتخب الصربي في ملعب 5 جويلية. حيث ظهر الجميع حائرا بشأن ما يمكن انتظاره من منتخب سيمثل الجزائر بعد 3 أشهر في أكبر تظاهرة عالمية.. وكانت التساؤلات كبيرة حول العرض الهزيل لرفقاء منصوري في هذه المباراة التحضيرية التي كان ينتظر منها الكثير، خاصة بعودة كل من جبور والشاذلي العمري إضافة لاستقدام مهدي لحسن الذي عزّز وسط ميدان “الخضر” في هذه المواجهة. الرسالة كانت واضحة من الجمهور الذي غادر الملعب بعد الهدف الثالث ويبقى أهم ما لفت انتباه الجميع في هذه المباراة أن الجمهور الغفير الذي حضرها وخلق أجواء رائعة قبل المقابلة وأثناءها، قدّم رسالة واضحة للفريق والمتتبعين بمغادرة عدد كبير منه المدرجات بعد تسجيل منتخب صربيا الهدف الثالث. كل ذلك ليظهر الأنصار عدم رضاهم عن الأداء المقدّم وأن تضحيات هذا الجمهور العريض لم يكن أشبال سعدان في مستواها. كما أظهر تصرّف الأنصار أن الصدمة كانت شديدة لكن الذين عادوا شيئا ما للوراء يدركون أن “الخضر” لم يكونوا في المستوى ليس فقط أمام صربيا، بل في كل المواجهات الثلاث الأخيرة. 3 هزائم متتالية و 8 أهداف تلقاها الدفاع أمام مصر، نيجيريا وصربيا وبالعودة للنتائج المسجلة للعناصر الوطنية في المواجهات الثلاث الأخيرة نجد أن “الخضر” سجّلوا ثلاثة إنهزامات مخزية أمام مصر ثم نيجيريا وسهرة الأربعاء أمام صربيا، وبنتيجة عريضة أمام مصر 4-0 ونتيجة ثقيلة أيضا أمام صربيا 3-0. أضف إلى ذلك أن المنتخب الوطني تلقى في هذه اللقاءات الثلاثة 8 أهداف كاملة دون أن يسجل ولو هدفا واحدا ، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام لأن هذه المجموعة ستشارك في نهائيات كأس العالم وسلسلة النتائج السلبية هذه لا تخدم التحضير لمنافسة بحجم كأس العالم. الهجوم غائب وغزال محدود من جهة أخرى يبقى إشراك عبد القادر غزال في كل مرة أساسيا في الخط الأمامي ل “الخضر” ، رغم أن هذا اللاعب لم يسجل مع “الخضر” منذ أشهر، محل سخط الجماهير التي لم تفهم تماما سر تجديد الثقة في هذا المهاجم الذي يلعب في نادٍ يحتل مؤخرة الترتيب في البطولة الإيطالية. في حين أن المدرب الوطني جلب جبور لكنه لم يدخله إلا احتياطيا بعد أن قضي الأمر. كما أن الحلول الكثيرة التي كانت لدى سعدان بجلب مهاجمين آخرين لتجريبهم في هذه المباراة لم يتم استغلالها، لتكون النتيجة كارثية أمام دهشة ملايين الجزائريين الذين كان أملهم كبيرا في هذا المنتخب، خاصة باستقدام لحسن وعودة جبور. المونديال بعد 3 أشهر وحذار ويبقى الجميع يعبّر عن مخاوفه من الذي شاهده سهرة الأربعاء، لأن منتخبنا الوطني سيواجه في المونديال منتخبات قوية أظهرت استعدادات كبيرة، مثلما ظهر في مباريات كل من إنجلترا، سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية سهرة الأربعاء. ويبقى أمل كل الجزائريين أن لا يذهب “الخضر” إلى جنوب إفريقيا من أجل المشاركة فقط والعودة بهزائم ثقيلة أمام المنتخبات المشاركة في مجموعة الجزائر. ولتفادي هذه “التبهديلة”، على المشرفين على الكرة الجزائرية استخلاص الدروس والبحث عن الحلول من الآن لتفادي المهازل التي ستعيد الكرة الجزائرية إلى الحضيض. تصحيح الأخطاء والقيام بالتغييرات اللازمة أصبح ضروريا وحتى لا تكرّر أخطاء الماضي، وللظهور بوجه مشرف في المونديال القادم، على المشرفين على المنتخب الوطني أن يقوموا بجرد الأخطاء وتصحيحها من الآن، وكم هي كثيرة، للقيام بالتغييرات اللازمة التي تجعل الجزائر لا تخرج من كأس العالم بطريقة مخزية تجعل الشعب الجزائري يندم حتى على هذه المشاركة، خاصة أن الوقت كاف لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان. غزال يُواصل الإضراب عن التهديف... “الخضر“ بحاجة إلى هدّاف حقيقي وتهميش جبور غير مفهوم لم يفهم المتتبعون أسباب العقم الذي أصاب خط هجوم “الخضر” منذ دورة كأس أمم إفريقيا، حيث لم يتمكن إلا مطمور وبوعزة من التسجيل في دورة أنغولا هدفين أمام كوت ديفوار، بينما عجز بقية المهاجمين عن التهديف ما جعل سعدان يدق ناقوس الخطر ويكشف عن الضعف الذي يميز الخط الأمامي، وفي هذا الصدد انتظر المتتبعون من المدرب الوطني أن يدعم الخط الأمامي بمهاجمين جدد قبل المونديال من أجل تدعيم النخبة تحسبا للمونديال حيث تداولت عدة أسماء في هذا الشأن على غرار بن يمينة، مصباح واسترجاع جبور الذي أبعد قبل دورة أنغولا بسبب نقص المنافسة. سعدان لم يُغيّر ثنائي الهجوم بينما كان الأنصار ينتظرون ضم عدد من الأسماء الجديدة فضّل سعدان إعادة جبور لتدعيم الخط الأمامي، وبالمقابل تم الاستغناء عن زياية الذي كان في بداية مشواره الاحترافي مع إتحاد جدة، وبينما كان الأنصار ينتظرون تغيير تركيبة الهجوم أمام صربيا من خلال إشراك الثنائي جبور وغزال أو مطمور الذي قدّم مردودا طيبا في دورة أنغولا، ولكن سعدان فضل تجديد الثقة في نفس الثنائي (مطمور وغزال) ليتأكد الجمهور أن غزال لن يستطيع أن يحل مشكل نقص النجاعة في التهديف لسبب بسيط أنه لا ينشط كقلب هجوم حقيقي ولن يكون هدّافا أو قناص الأهداف الذي يبحث عنه الجزائريون. ربع ساعة لا تكفي ل جبور الأنظار كانت موجهة في مواجهة صربيا للمهاجم الجديد رفيق جبور الذي استقدم لتدعيم الخط الأمامي كما كان الحال مع زياية في دورة أنغولا، ولكن سعدان لم يود منح مهاجم أيك أثينا إلا ربع ساعة حين كان زملاؤه منهزمين بثلاثية، ورغم ذلك تحرك وكاد يسجل هدف الشرف في نهاية المباراة، وقد عوّض جبور زميله غزال الذي لم يقنع في خرجة صربيا ويواصل عجزه في الوصول الى المرمى سواء تعلق الأمر مع ناديه أو المنتخب. خبرة صايفي ظهرت في 5 جويلية وقد زاد يقين الجماهير بغياب الفعالية عند عناصر الهجوم ونقص الخبرة الذي بدا واضحا عند المهاجمين أمام دفاع بدا مرتبكا في بداية المباراة. وقد طالب الأنصار بصايفي الذي تبين أنه كان سيفيد بخبرته في تحريك القاطرة الأمامية خاصة في ملعب 5 جويلية الذي عرف تألقه في بداية مشواره، كما يتفاهم مهاجم إيستر كثيرا مع جبور في الخط الأمامي كما كان الحال في مواجهة الأوروغواي ومباراة زامبيا التي كانت فيها أهداف اللقاء من صنع الثنائي المذكور. مغني ضيّع الرحلة عكس زملائه، فقد ضيّع اللاعب مراد مغني رحلة صبيحة أمس بعد أن تأخر في الوصول إلى المطار، الأمر الذي جعله يتنقل في الرحلة التي بُرمجت بعد ذلك بحضور البقية، واتجه معهم في الرحلة المتجهة إلى باريس، وقد وجدها اللاعب فرصة من أجل مبادلة الحديث مع زملائه واسترجاع بعض لحظات مباراة صربيا الودية. العمري الشاذلي أصيب بحمى شديدة العديد وجه انتقادات لاذعة للمدرب رابح سعدان بعد أن ترك العمري الشاذلي على دكة الاحتياط ولم يعتمد عليه بالرغم من عزلة مهاجمي “الخضر” في الهجوم، ولكن كما يقال، إذا عُرف السبب بطُل العجب، حيث تأكد أن لاعب ماينز الألماني كان يعاني من حمى شديدة ليلة المواجهة، ووصلت حرارته إلى 38 درجة، وهو ما جعل سعدان يقرر عدم المغامرة بلاعب غير جاهز بدنيا ولا يمكنه أن يقدم الشيء الكثير في المباراة. ڤاواوي رافق حليش إلى المطار توطدت العلاقة كثيرا بين الحارس ڤاواوي ولاعب ماديرا البرتغالي، حيث بالإضافة إلى العلاقة الطيبة التي تربطهما داخل أرضية الميدان، فقد تجلّت العلاقة الأخوية بينهما عندما رافق حارس أسود الونشريس ابن باش جراح إلى المطار، وافترقا على أمل اللقاء في المواعيد القادمة. الصحافة الأمريكية تنتقد ڤاواوي إهتمت الصحف الأمريكية بشكل خاص بأخبار منافسيها في المونديال القادم مستغلة المباريات الودية التي أجريت هذا الأربعاء. وتطرقت الصحافة الإنجليزية إلى هزيمة الجزائر أمام صربيا وأرجعت سبب الهزيمة الثقيلة ل “الخضر” إلى ما اعتبرته “ضعفا في حراسة المرمى”، وهو ما يعني بشكل واضح أنها قصدت أن أداء حارسنا ڤاواوي لم يعجبها تماما واعتبرته نقطة الضعف الأولى. من جهة أخرى انتقدت الصحافة الأمريكية مستوى منتخبها أمام هولندا معتبرة أنه لا يمكن التستر وراء أي حجج أو مبررات لهذه الهزيمة التي وصفتها بأنها كانت أمام منتخب هولندي لعب معظم المباراة بمجهود أقل وفقا لموقع سوكر أميريكا. كما تطرقت الى الفوز الذي حققه الانجليز على المنتخب المصري معتبرة أنه نجح في تغييراته التي أحدثها المدرب كابيلو بعدما قلب البديلين كراوتش وشون رايت فيليبس النتيجة لمصلحة منتخبهما. كما اعتبر الموقع الأمريكي أن الفوز الذي حققه المنتخب السلوفيني أمام قطر كبير رغم كل ما قيل عن ضعف هجوم سلوفينيا. حيمودي أدار لقاء البرتغال والصين أدار الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي مساء أول أمس لقاء وديا دوليا جمع بين البرتغال والصين بمدينة لشبونة البرتغالية، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز أصحاب الأرض بهدف مقابل لاشيء. و فيما يخص حكمنا الدولي، فقد كان أداؤه في المستوى وأفلح في مختلف تدخلاته، إذ أنجح العرس في البرتغال بحكم أن زملاء كريستيانو شرعوا في التحضير الجدي للمونديال المقبل في جنوب إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن حيمودي غير معني بالمشاركة في كأس العالم على الرغم من مستواه العالي والذي أكد عنه في لقاء البرتغال أمام الصين. لاعبو المنتخب الجزائري غادروا أمس تحت حراسة أمنية مشدّدة شد لاعبو المنتخب الوطني أمس الرحال إلى أوروبا من أجل استئناف نشاطهم مع أنديتهم، بعدما خاضوا لقاء وديا أمام المنتخب الصربي وانهزموا بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، في مواجهة حصل الإجماع على وضعها في طي النسيان لأنها كانت السبب المباشر الذي أرق الجزائريين، وجعلهم جد مستاءين من الأداء الباهت الذي أبان عنه المنتخب طوال أطوار المواجهة، وما شد انتباهنا، هو أن طوقا أمنيا كان مضروبا على لاعبي “الخضر” إلى غاية مغادرتهم لأرض الوطن. البعض غادر في الصباح الباكر وشد بعض اللاعبين على غرار عبدون، زياني وعنتر يحيى الرحال صبيحة أمس في الساعات الباكرة، حيث بقوا في القاعة المخصصة للشخصيات المهمة التابعة للمطار، لكن هذا الأمر لم يمنع بعض المعجبين والمعجبات من محاولة اقتحام القاعة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، لأن الدخول كان من المستحيلات السبعة. والد بوڤرة حضر ب”بوستير” عملاق ل “الماجيك” وكان في انتظار بوڤرة عائلته الموقرة المكونة من أبيه وعمته بالإضافة إلى أبناء عمه، وهذا من أجل توديعه، ولاحظنا أن والده كان في يده صورة عملاقة لفلذة كبده، وأصر على أن يقدمها له قبل سفره إلى فرنسا، والتقى الجميع في القاعة الشرفية أين كان الحديث شيقا للغاية إلى حين ركوب بوڤرة الطائرة، وللإشارة فقد كان بوڤرة مُرفقا كالعادة بصديقه الوفي حميد. ڤاواوي: “لعبت مبارتين رسميتين فقط منذ عودتي وليس هذا هو مستواي الحقيقي” لم يهضم الحارس ڤاواوي هزيمة “الخضر” أمام صربيا بنتيجة ثقيلة... ويكشف أنه لا يتحمّل وحده الهزيمة، لكنه يؤكد أنه لم يظهر بمستواه الحقيقي لأنه لم يعد إلى المنافسة إلا مؤخرا مع ج. الشلف. بداية، ما تعليقك على مواجهة صربيا؟ أظن أننا في هذه المباراة قدمنا أداء مقبولا في المرحلة الأولى لكننا بعد ذلك لم نتمكن من فرض أنفسنا في الميدان وظهر المنافس قويا خاصة في الشوط الثاني، ونحن جدّ متأسفين للجمهور العريض الذي جاء لمساندتنا في هذه المواجهة، ونتمنى أن نمحي هذا الإخفاق مستقبلا خاصة أن الجمهور الحاضر كان فعلا رائعا. لكنه خرج مستاء من الأداء المقدّم في هذه المواجهة؟ بطبيعة الحال، الخسارة بثلاثة أهداف لا يمكن أن يتقبلها أحد لكننا يجب أن نؤكد أن الأمر يتعلق بمباراة ودية سنستخلص منها الدروس ونصحّح الأخطاء، وهذا هو الذي نهدف من ورائه عندما نلعب اللقاءات الودية. فأمام صربيا واجهنا منتخبا سيلعب “المونديال” أيضا، وبالتالي فالمستوى كان عاليا، وبالنظر للغيابات التي عانينا منها وقصر التربص من الطبيعي أن لا نكون جاهزين بكامل إمكاناتنا، لكننا في هذه المواجهة المدرب بالتأكيد سجّل الأمور السلبية لتصحيحها. تلقيت 3 أهداف كاملة في هذه المواجهة، ألا تعتقد أنك لم تكن جاهزا بعد للعب؟ صحيح أن المستوى الذي ظهرت به في هذه المواجهة ليس مستواي الحقيقي باعتباري لعبت لقاءين رسميين فقط، وهذا يجعلني بالتالي ليس في كامل لياقتي لأنني أعود تدريجيا للمنافسة، وبتكرار المباريات يمكنني أن أعود لمستواي، وفي مباراة ودية مثل هذه في المستوى العالي أستطيع أن أقيّم نفسي، هذا حتى لو كنت بالطبع غير راض على نفسي لأنه لا يوجد أيّ حارس في العالم يرضى بتلقيه ثلاثة أهداف. لكنك حتى مع فريقك جمعية الشلف تلقيت أربعة أهداف، ألا يقلقك ذلك؟ قلت لك إنني لم ألعب إلا مبارتين رسميتين وهذا غير كاف بعد أكثر من شهر من الغياب، لكنني أطمح قريبا للعودة بقوة ونسيان ما حدث لأن مباريات البطولة ستساعدني على الرجوع إلى مستواي. خاصة أن “المونديال” على بعد 3 أشهر.. سأكون إن شاء الله في الموعد ولو أن الإنسان لا يعلم ما سيحدث لاحقا، لكنني سأعمل المستحيل لأكون جاهزا بشرط أن لا تلاحقني الإصابات. ماذا تقول للجمهور الغفير الذي حضر منذ الصباح الباكر إلى 5 جويلية وغادر الملعب غاضبا؟ صدقني أننا كلاعبين ربما غضبنا أكثر منه لأننا أردنا أن نحتفل معه في هذه المباراة خاصة أنه حضر بكثرة، لكننا نتمنى أن نعوّض له ذلك في المستقبل القريب لأننا منتخب يملك مجموعة متماسكة ومتأكد أننا لن نخيّب في اللقاءات الرسمية. أما هذه المباراة أمام صربيا فقد كانت لاستخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء التي ارتكبناها في هذه المواجهة. هل من إضافة في الأخير؟ لا بد ألا نحطم هذا الفريق بمجرّد أنه خسر مباراة تحضيرية، وأتمنى أن نسترجع قوانا في المباريات القادمة لإسعاد الشعب الجزائري.