أظهر استطلاع أجرته وكالة (رويترز) ارتفاع توقّعات المحلّلين لسعر النّفط هذا العام وفي 2013 لمخاوف بشأن المعروض وتوقّعات لجولة جديدة من التحفيز النّقدي، ممّا قد يحسّن فرص النّمو الاقتصادي. ومن المتوقّع حسب الاستطلاع الشهري الذي تجريه (رويترز) لآراء 28 محلّلا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 109.50 دولار للبرميل في 2012، بزيادة 1.20 دولار عن استطلاع جويلية. وبلغ متوسط سعر برنت نحو 112 دولارا للبرميل منذ مطلع العام ارتفاعا من 111 دولارا في 2011. قال جوليان جسوب، المحلّل لدى (كابيتال إيكونوميكس): (عدّلنا توقّعاتنا للمدى القريب بالزّيادة نظرا للدّعم المستمدّ من الآمال في تحفيز عالمي والمخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط)، وأضاف: (لكن تلك العوامل ستتلاشى بنهاية العام الحالي ليحلّ محلّها تجدّد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي ومستقبل اليورو). وتوقّع الاستطلاع تراجع برنت إلى 106.10 دولار في المتوسط في الرّبع الثالث من 2012، و106.50 دولار في الرّبع الأخير. وبالنّسبة لعام 2013 من المتوقّع أن يبلغ سعر برنت في المتوسط 107.20 دولار للبرميل بزيادة 70 سنتا عن تقديرات جويلية. وتوقّع المحلّلون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف 95.90 دولارا للبرميل في 2012، بزيادة 50 سنتا عن رقم يوليو. وبالنسبة لعام 2013 توقّع الاستطلاع 99.50 دولارا للبرميل بزيادة 60 سنتا عن الشهر السابق. وقد تراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت إلى أقل من 112 دولار للبرميل أمس الأربعاء، حيث لم يلحق إعصار إيزاك الذي بلغ اليابسة في لويزيانا أضرارا كبيرة بمنشآت إنتاج النّفط على ساحل خليج المكسيك في الولايات المتّحدة. وأغلقت شركات الطاقة الأمريكية معظم منشآتها في خليج المكسيك لينخفض إنتاج المنطقة النفطي بما يزيد على 90 في المائة، ومعظم الإغلاقات كانت احترازية. وأسهمت في دفع الأسعار للانخفاض زيادة غير متوقّعة في مخزونات الخام بالولايات المتّحدة وبيانات تظهر انخفاض ثقة المستهلك الأمريكي، لكن استمرار التوترات في الشرق الأوسط قدم دعما. وقال كارستن فريتش، محلّل النّفط لدى (كومرتس بنك) في فرانكفورت (من المتوقّع أن يعود إنتاج النّفط في خليج المكسيك إلى مستوياته المعتادة. علاوة على ذلك فقد جاءت بيانات المخزونات الأمريكية محبطة)، وأضاف: (من المرجّح أن تهبط الأسعار بشكل معتدل على الأمد القصير مع عودة إنتاج النّفط في الولاياتالمتحدة إلى المستويات المعتادة). من جهة أخرى، قال مصدر بوزارة الخزانة البريطانية إنه من المرجّح أن يناقش وزراء المالية في اجتماعات صندوق النّقد الدولي أوضاع أسواق النفط بعدما قالت مجموعة الدول السبع الصناعية إنها قد تستخدم الاحتياطيات الاستراتيجية لتهدئة الأسعار. وقال المصدر: (قضية أسواق النّفط ستطرح في الاجتماعات الدولية في أكتوبر). والولايات المتّحدة وفرنسا وإيطاليا متحمّسة للإفراج عن الاحتياطيات النّفطية لخفض أسعار النفط وتحسين آفاق الاقتصاد العالمي. وقالت بريطانيا إنها قد تؤيّد مثل هذا التحرّك، لكن المسؤولين الكنديين وإلى حد ما المسؤولين الألمان واليابانيين لديهم شكوك إزاء هذه الخطوة. وقد تثار القضية في جلسة لمجموعة العشرين في اجتماع صندوق النّقد في طوكيو والذي سيعطي المفاوضين الغربيين فرصة للقاء نظرائهم السعوديين. وحثّ وزراء مالية مجموعة الدول السبع المنتجة للنّفط يوم الثلاثاء على زيادة الإنتاج في بيان مشترك أثار أيضا احتمال الإفراج عن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي. واستقطع وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن بعض الوقت من عطلته في الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي ليساعد في التوسّط في صياغة بيان مجموعة السبع، والتي تحتّم تخفيفها لإدراج العديد من الآراء المختلفة. ومع معارضة كندا الإفراج عن الاحتياطي النّفطي حتى لو ظلّت الأسعار مرتفعة في ظلّ ركود قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي يعتبر الاستخدام المنسّق لمجموعة السبع للاحتياطيات أمرا غير مرجّح، لكن بيانا قويا من مجموعة العشرين في صندوق النّقد الدولي قد يساعد في تهدئة الأسعار. وقال المصدر البريطاني إن بيان مجموعة السبع أظهر أن فكرة الإفراج عن المخزونات تُنظر بجدّية.