تراجعت أسعار النفط في الساعات الأخيرة بسبب وفرة العرض بالدرجة الأولى، لكنها تلقت دعماً من عاصفة في الكاريبي ربما تتحرك صوب خليج المكسيك حيث تتركز منشآت النفط الأمريكية وتواصل شركة »بي بي« معركتها ضد التسرب النفطي. وزادت المخاوف بشأن هشاشة الانتعاش الاقتصادي العالمي قبل قمة مجموعة العشرين الضغوط على الأسعار وألقت بظلالها على الأسواق العالمية. ونزل سعر الخام الأمريكي في عقود أوت 34 سنتاً إلى 76,17 دولار للبرميل موشكاً على تسجيل أول تراجع أسبوعي في ثلاثة أسابيع. ونزل سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 47 سنتاً إلى 76,0 دولاراً للبرميل. وواصل سعر سلة خامات نفط »أوبك« الهبوط ليصل إلى 72,93 دولار للبرميل الخميس من 74,8 دولار يوم الأربعاء. وقال أندي سومر محلل أسواق الطاقة لدى »إي جي إل« في سويسرا »هيمن عاملان. أحدهما كان إعصاراً يتشكل الآن وهو ما دعم السوق. كما أن لدينا مشكلة تلوح في الأفق تتمثل في وجود مخزونات ضخمة على مستوى العالم الأمر الذي عوض الدعم وحبس الأسعار في نطاق ضيق للغاية. وأضاف تتابع السوق بالتأكيد اجتماع مجموعة العشرين ووضع اليوان الصيني. وأظهر مسح أجرته وكالة »رويترز« توقعات بأن يصل متوسط سعر خام النفط الأمريكي 79,86 دولار للبرميل في 2010 بانخفاض طفيف عن مسح أجري في ماي، وذلك للشهر الثاني على التوالي بعد أكثر من عام من توقعات بالارتفاع. وكشف الاستطلاع الذي شمل 32 محللاً تراجع متوسط التوقعات الشهرية للمرة الثانية على التوالي بعد 12 شهرا من الأرقام المتفائلة. وفي ماي بلغ متوسط التوقعات 80,22 دولار للبرميل وتوالى ارتفاع التوقعات شهرياً من أفريل 2009 إلى أفريل 2010. وقال كريستوفر باريت محلل النفط لدي كريدي أجريكول سي. اي. بي في لندن، التي خفضت توقعاتها لنهاية العام إلى 77,60 دولار هذا الشهر من 78 دولاراً للبرميل في ماي، إن »أسواق النفط تمر بمرحلة انتقالية حيث ينبغي أن يترك متوسط الطلب مجالاً لزيادة استهلاك النفط«. وأضاف »بالرغم من أن حدوث انتعاش قوي في النشاط الاقتصادي أمر مستبعد خلال الأشهر المقبلة فإنه يجب ضبط توازنات النفط في النصف الثاني من العام بالاستفادة من »الانتعاش الموسمي«. وفي سياق ذي صلة، ذكر وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أن أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية التي تراوح حالياً بين 70 و80 دولارا للبرميل »مقبولة ومتوازنة«. ملاحظة الشهرستاني ورَدت في سياق تصريحات صحفية أدلى بها في بغداد وقال فيها إنه يتوقع استمرار النطاق الحالي للأسعار حتى نهاية العام الحالي، مضيفاً أن منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) تملك طاقة غير مستغَلة وتستطيع زيادة الإنتاج في أي وقت.