بدأت أسعار النفط تعاملات الأسبوع على انخفاض وصل إلى دولار للبرميل عن أسعار التسوية يوم الجمعة، بسبب استمرار تحسن سعر صرف الدولار ومخاوف بشأن تراجع محتمل للطلب على الطاقة، حيث انخفض سعر برنت في عقود جويلية في بداية تعاملات الأسبوع، أمس، أكثر من دولار و94 سنتا الى 126•75 دولار للبرميل في حدود الساعة العاشرة بتوقيت غرينيتش• وكان سعره قد هبط سابقا إلى 126•73 دولار بانخفاض 1•05 دولار عن سعر تسوية الجمعة وفقد سعر الخام الأمريكي الخفيف 1•13 دولار ليصل إلى 126•22 دولار للبرميل بعد أن نزل في وقت سابق الى 126•35 دولار للبرميل• وقالت منظمة "أوبك"، أمس، حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض إلى 121•68 دولار للبرميل يوم الجمعة من 124•27 دولار يوم الخميس الماضي• ويأتي تراجع أسعار النفط في خضم التراجع الحاد الذي بدأ الأسبوع الماضي حين فقدت أسعار النفط أربعة دولارات في يوم واحد، رغم التراجع الكبير في المخزونات النفطية التجارية الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ 2003• وكان واضحا أن تحسن العملة الأمريكية ستكون سببا كافيا لتراجع الأسعار على اعتبار أن العلاقة أصبحت مألوفة بين تحرك أسعار النفط في تناسب عكسي مع تحرك الدولار وتقلباته، وهو ما يؤكد صحة الطرح الذي دافعت عنه "أوبك" والذي مفاده أن المنظمة ليست مسؤولة عن ارتفاع الأسعار• وتجاهلت الأسواق العاصفة الاستوائية "آرثر" التي جاءت لتعلن بداية موسم الأعاصير في المحيط الاطلسي وأدت إلى إغلاق إثنين من موانئ النفط المكسيكية• وغالبا ما تشكل الأعاصير عاملا داعما لأسعار النفط صعودا، نظرا لتعطيل الإنتاج في خليج المكسيك وكذا اضطراب نقل النفط عبر الأطلسي وخليج المكسيك• لكن استمرار تحسن الدولار غطى على هذا العامل مثلما غطى على تعويض زيادة الطلب على الطاقة من بلدان الإقتصادات الصاعدة (الصين والهند على وجه الخصوص) على التراجع المحتمل للطلب من البلدان الصناعية الكبرى، لاسيما مع زيادة الإحتجاجات على ارتفاع أسعار المواد المكررة، خصوصا الديزل وزيادة النداءات إلى إيجاد بدائل للنفط• وقد استمر تحسن أداء الدولار أمس وينتظر المستثمرون بيانات هذا الأسبوع لمعرفة ما إذا كانت التقارير المنتظرة تعزز التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة• وقد انتعش الدولار أمام الأورو مدعوما باحتمال أن الاحتياطي الاتحادي سيرفع الأسعار في نهاية المطاف• ويعتقد محللون أن السوق لن تتجاهل طويلا تأثير موسم الأعاصير على مستوى الإنتاج النفطي في خليج المكسيك والسواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدةالأمريكية• والعاصفة "أرثر" التي تسببت أمس في غلق ميناءين مكسيكيين، هي الأولى في سلسلة من العواصف والأعاصير التي ينتظر أن تكون شديدة العنف وهو ما سيؤثر حتما على انتظام الإمدادات النفطية إنتاجا ونقلا من وإلى خليج المكسيك، حسب المختصين• وقال محللون أن تأثيرات الأعاصير لن تنتظر الذروة في الخريف ويمكن تأثيراتها ستكون في الربع الثالث من السنة• لكن وعلى الرغم من احتمال أن تجد أسعار النفط دعما من العوامل الطبيعية (الأعاصير)، فإن التوقعات الإقتصادية المهتزة حول تراجع الطلب النفطي مع ظهور بوادر حول هذا الاحتمال من الولاياتالمتحدة ودولا مستهلكة كبيرة، ستبقى أحد العوامل الرئيسية المحددة لأسعار النفط نزولا مما يعزز مقاربة "أوبك" حول عدم الحاجة لضخ مزيد من النفط في الأسواق المتخمة، كما أوضح "شكيب خليل"، وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة "أوبك"، الذي جدد القول بأن ارتفاع الأسعار يعود إلى عوامل المضاربة وضعف الدولار على وجه الخصوص•