أشرف نهاية الأسبوع الماضي الأمين العام لولاية المسيلة السيد محمد حجار، ممثلا عن الوالي رفقة مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي ومدير القطاع بالولاية، على مراسيم حفل تزويج 148 شاب من بينهم شاب مكفوف يمثلون أربع بلديات من الولاية، المسيلة، سيدي عيسى والخبانة ومنح صكوك تحتوي على مبالغ مالية كمساعدة لهؤلاء الشباب، وهو الحفل الذي أشرف على تنظيمه مجلس سبل الخيرات لمؤسسة المسجد بالمديرية واحتضنت مراسيمه القاعة متعددة الرياضات بقلب وسط مدينة المسيلة وشهد حضور عدد كبير من أقارب العرسان والمواطنين الذين فضلوا التنقل من أجل مشاركتهم الحفل الذي تميز بحضور فرقة (الفرقان) التي أطربت الحاضرين بباقة من الأناشيد الدينية. وحسب مدير الشؤون الدينية بالولاية السيد مدني بوستة، فإن حفل الزواج الجماعي يقام في طبعته الثالثة، ويشرف عليه مجلس سبل الخيرات لمؤسسة المسجد بالمديرية يهدف من خلال إقامته إلى تنظيم الفعل الخيري من أجل الوصول إلى كل المحسنين والمحتاجين في شفافية تامة، باعتبار أن الزواج هو سكينة ومودة ورحمة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج). وخلال الطبعة الثالثة التي أشرف عليها والي الولاية حاول من خلالها رفقة المشرفين على مجلس سبل الخيرات التأكيد للجميع على أن المسجد لا يتقوقع فقط في الخطاب بعيدا عن المجتمع والشباب، بل باعتباره مؤسسة دينية اجتماعية لا يمكنها أن تكون اجتماعية إذ كانت تؤدي الصلوات وفقط دون أن تتناغم مع بقية المجتمع وتستمع للشباب وانشغالاتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح عن طريق تزويدهم بالنصائح وإبعادهم عن الآفات والمخاطر التي تحدث بهم، ومن هذا المنطلق يضيف المتحدث جاء مجلس سبل الخيرات لكي يكمل الرسالة التي وجد من أجلها المسجد عن طريق العمل طيلة سنة كاملة في جمع ملفات الشباب الراغب قي إكمال نصف دينه، حيث تمكنت بعد مجهوادت جبارة من جمع مبلغ مالي هام يقدر بمليار و 100 مليون سنتيم من طرف المحسنين وفاعلي الخير بعاصمة الولاية وبعض البلديات الذين فضلوا المساهمة بمبالغ مالية لهؤلاء الشباب، أين تم صرف المبلغ المذكور لمنحه ل 148 شاب من مختلف الأعمار موزعين على 108 ينحدرون من مدينة المسيلة، 26 من أولاد دراج، 13 من سيدي عيسى وشاب واحد من دائرة الخبانة. 148 عريس جابوا شوارع الولاية في موكب جماعي رسمي فضل المشرفون على الحفل قيام الشباب الذين استفادوا من مساعدات المجلس قبل انطلاق حفل الزواج الجماعي الذي احتضنته القاعة متعددة الرياضات معيوف، تنظيم موكب جماعي طاف كامل شوارع والساحات الكبرى بمدينة المسيلة والعبور عبر أحياء المدخل الغربي كإشبيليا ووصولا إلى القاعة التي احتضنت الحفل، حيث جلب الموكب الجماعي اهتمام وأنظار الآلاف من سكان عاصمة الحضنة الذين فضل عدد منهم مشاركة هؤلاء العرسان فرحتهم عن طريق إطلاق العنان لمنبهات سياراتهم، والتقاط صور للموكب الذي شاركت فيه فرق الخيالة، وهو ما أدخل المدينة في فرحة عارمة، خاصة وأن العديد من المواطنين ممن تحدثنا معهم نوهوا بالالتفاتة التي بادرت بها مديرية الشؤون الدينية مطالبين أهل الخير من المحسنين ورجال الأعمال إلى دعمها عن طريق تشجيعها وتقديم الدعم المادي. ومن بين الذين استفادوا من إعانة مجلس سبل الخيرات لمؤسسة المسجد، شباب سبق لهم وأن قاموا خلال سنوات بإجراءات عقد الزواج لكن لم يكتب لهم إكمال نصف دينهم وهو ما أدى بهم إلى التقرب من مؤسسة المسجد بعد أن تم إعلامهم إما من خلال الإعلانات التي قامت المديرية بتوزيعها على مستوى مدن وبلديات الولاية أو من خلال أصدقائهم، ليتم إدراج أسمائهم بعد إجراء التحقيقات الإدارية على كل شاب راغب في الزواج والاستفادة من المساعدة التي تمنحها المؤسسة المذكورة، وحسب المتحدث فإنه وعلى غرار الطبعة الأولى والثانية فإن الطبعة الثالثة حملت كذلك أسماء لمستفيدين أكملوا نصف دينهم لأول مرة بالرغم من بلوغهم الأربعين سنة. جمع أزيد من مليار سنتيم وتوزيع صكوك على المستفيدين كشف مدير القطاع على أن المجلس تمكن من جمع مبلغ مالي هام قدر بمليار ومائة مليون سنتيم، لتقديمه على شكل صكوك مالية ل 148 شاب ممن شملتهم العملية، وحسب المتحدث فإن عددا من أهل البر والخير لما سمعوا بتحضير مجلس سبل الخيرات للطبعة الثالثة اتصلوا من أجل منح تلك المساعدات المالية كل واحد حسب المساعدة التي ينوي التبرع بها، حيث يتم على ضوئها تحديد عدد الشباب الذين ستمسهم العملية، بعد إجراء التحقيقات عليهم. الزواج الجماعي مس أزيد من 400 شاب في ثلاث طبعات وفي تقييمه للعمل الذي قام به مجلس سبل الخيرات لمؤسسة المسجد بمديرية الشؤون الدينية، كشف محدثنا على أن الزواج الجماعي تمكن من خلال الطبعات الثلاث من إكمال نصف دين أكثر من 400 شاب من مختلف الأعمار وينحدرون من بلديات الولاية ومنهم من تجاوز عمره الخمسين سنة، وهو ما يعتبر نجاحا في حد ذاته بالرغم من أن الفكرة فتية وعمرها ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن العوامل التي ساعدت على نجاح تلك الطبعات يعود الفضل الكبير فيها إلى أعضاء مجلس سبل الخيرات وكذا إلى الدعم المقدم من طرف المحسنين ورجال الأعمال الذين فضلوا المساعدة عن طريق منح مبالغ مالية معتبرة لكي توزع على الشباب الراغب في الزواج، أي ضرب عصفورين بحجر واحد إكمال نصف دينهم وإدخال الفرحة على أسرهم وأقاربهم. مستشار الوزير ينوه بمجهودات مجلس سبل الخيرات والمسجد نوه مستشار وزير الشؤون الدينية الدكتور يوسف بلمهدي، وعلى هامش هذا الاحتفال بالمجهودات الجبارة التي بذلها المشرفون على القطاع بالولاية كل حسب مسؤوليته من خلال جعل حفل الزواج الجماعي تقليدا سنويا يستفيد منه عشرات الشباب من مختلف مناطق الولاية لكي يفرحوا مع عائلاتهم في هذا اليوم السعيد، مؤكدا على أن السلطات ممثلة في وزير الشؤون الدينية الدكتور غلام الله الذي بلغ سلامه وتحياته إلى كل سكان الولاية تنوه بمثل هذه المبادرات التي تساهم في الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتجعل المجتمع متعاونا، كما أن الشباب حسب المتحدث يريد خدمة بلده وفي نفس الوقت يبحث عن من يقدم له خدمة، والمسجد جاء لكي يساعده ويؤدي إحدى شعائره في المجتمع المسلم باعتباره من بين مؤسسات الدولة. من جهة أخرى، أبرز أمين مؤسسة المسجد السيد خوجة سعد، الخصال العديدة للزواج الذي اعتبره خلال كلمته التي ألقاها على هامش الحفل بأنه جاء لكي يحافظ على بقاء النسل للإعمار وإصلاح الكوكب وأن الله سبحانه وتعالى شرعه لكي ينظم العلاقة ويستريح الضمير وما تقتضيه الفطرة، بما أن الزواج هو أيضا حصانة واندماج ويساهم في ربط العلاقات، ومجلس سبل الخيرات لمؤسسة المسجد حاول عبر الطبعات الثلاث مساعدة الشباب الراغب في تكوين عائلة وفق المبادئ الإسلامية ولكي يعيش الهناء والسعادة في الحلال الذي شرعه الله سبحانه عن طريق منحهم مبالغ مالية وجعل حفل الزواج الجماعي تقليدا. فيما وجه الشاب لخنش عاشور ابن الحي الشعبي العريق إشبيليا القديمة بمدينة المسيلة شكره إلى كل المسؤولين والمحسنين على إقامتهم لحفل الزواج الجماعي الذي كان سببا في إكمال نصف دينه بعد أن تعذر عليه خلال السنوات الفارطة بسبب التكاليف الكبيرة التي بات يصرفها أي راغب في الزواج، مشيرا إلى أن السبب الذي كان وراء تأخره على إكمال نصف دينه يعود بالأساس إلى البطالة التي كان يعيشها سابقا وكذا التكاليف الباهظة التي يكلفها، لكن وبعد سماعه بمبادرة حفل الزواج الجماعي قام بالاتصال بالمشرفين على العملية وقدم كل الوثائق المطلوبة وها قد استفاد كغيره من أبناء حيه والولاية ككل وتمكن من إدخال الفرحة إلى والديه وأقاربه وكل أصدقائه. أموال الزكاة استفادت منها 6 آلاف أسرة وخلقت 400 مشروع مصغر للشباب إلى جانب المساعدات التي بات يقدمها مجلس سبل الخيرات، فإن مدير الشؤون الدينية كشف على أن أموال الزكاة التي يقدمها المحسنون استفادت منها 6 آلاف أسرة بالولاية وساهمت في خلق وإنشاء 400 مشروع مصغر لفائدة الشباب حاملي شهادات التكوين المهني أو الجامعات، بالإضافة إلى تزويج 400 شاب خلال الطبعات الثلاث من حفل الزواج الجماعي، وهو ما يعتبر حسبه بالشيء الإيجابي وجاء ليؤكد بأن أموال الزكاة وجدت لكي توزع وتساعد الفقراء وبخاصة فئة الشباب، متمنيا أن يحذو رجال الأعمال والمحسنين حذو زملائهم في إخراج أموال الزكاة.