زفّ، أول أمس، بقصر الثقافة مالك حداد، 53 زوجا ضمن عرس جماعي نظم من قبل مديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، بالتنسيق مع مجلس سبل الخيرات والتي دأبت على تحضيره كل سنة، إذ عرف حضورا مكثفا للأزواج من النساء والرجال والمقدر عددهم ب 106 إلى جانب المتزوجين من الدورات السابقة وذويهم. وتعد هذه الأخيرة الطبعة السادسة على التوالي، تمكّنت من خلالها الجهة المنظمة تزويج 600 شخص بمعدل 100 كل سنة وبفئة عمرية تتراوح ما بين 20 و45 سنة. وسبقت العرس، الذي بدأت به التحضيرات منذ نهاية العرس السابق، مجموعة من الرتوشات واللمسات، مست كيفية تحضير موكب الزفاف الذي كان على طول طريق وسط المدينة بسيارات زينت بكل أنواع الأزهار والألوان لنقل العرسان من منازلهم إلى دار الثقافة ثم من دار الثقافة إلى آخر محطة لهم إلى جانب الكوشة التي وضعت في بهو القصر مصنوعة يدويا من طرف حرفية تبرعت بها للعرسان من أعلى طراز، مصممة بلونين الأبيض والأحمر. وحسب السيد بنوار، الأمين العام لمجلس سبل الخيرات، فقد عرفت هذه المبادرة صدى كبيرا وسط الشبان والمجتمع القسنطيني من خلال كثرة التسجيلات التي كانت داخل المساجد الموزعة على مختلف بلديات الولاية التي أحصت مجموعة من الشباب الراغب في الزواج من المعوزين وقليلي الإمكانيات المادية، حسب الأولويات، تلتها لجنة تحقيق مكونة من أئمة وبعض الجمعيات لمعرفة المستوى الاجتماعي لديهم والأحقية في الاستفادة من هذا الزواج.وقد أغلقت القائمة من طرف الجهات المنظمة بغرض إمكانية تجهيز العرسان بطريقة لائقة ومناسبة. وقد أضاف نفس المتحدث أن هذه المرة عرف العرس مساهمة كبيرة من قبل تجار عين فكرون الذين تبرعوا بمبالغ مالية لتجهيز العرسان، كما أن الهدية التي أسالت لعاب الجميع هي ڤندورة الفرڤاني التي ظفرت بها كل النسوة باعتبار أن الواحدة تساوي ما بين 35 ألف و 50 ألف دج وصك بريدي بقيمة 20 ألف للزوج بغرض قضاء شهر العسل. من جهة أخرى، تمكّنت 4 مساجد على مستوى الولاية من تجهيز وتأثيث العرسان بنسبة 100 % و هي مسجد أحمد حماي بعين أعبيد، لقمان بحي 5 جويلية وهارون بحي التوت والإخلاص بجبل الوحش. وقد تخلل العرس، الذي وزعت فيه مختلف الحلويات والمرطبات، وصلات إنشادية وقّعتها فرقة الأنيس لقسنطينة التي أطربت الجمهور. وقد تقربت ”الفجر” من بعض المتزوجين الذين تجنبوا الحديث بسبب الخجل، وكان أكبر عريس عمره 75 إلا أنه يبدو شابا في أفكاره، حيث كشف في حديثه معنا أنه وحيد بعد وفاة زوجته وقد قرر الزواج بعد أن وعده مجلس سبل الخيرات بالتكفل بكل التكاليف المتعلقة بالعرس، وقد تم قرانه على امرأة مطلقة تبلغ من العمر 44 سنة. من جهة أخرى، أصغر عريس البالغ من العمر 20 سنة قال إن مشاركته في هذا العرس كان بتشجيع من أخيه الذي شارك في الطبعة السابقة ما مكّنه من إكمال نصف دينه.