عرفت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفاعا محسوسا بأسواق ولاية الجلفة، حيث تراوح سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الخروف بين 720 و800 دج، فيما بلغ سعر الكيلو غرام من الدجاج حوالي 320 دج. والغريب في الأمر أن اللحوم بأنواعها أصبحت تنفذ في الساعات الأولى من كل يوم بداية من شهر رمضان، وهو ما زاد في معاناة المواطن، فزيادة عن سعرها المرتفع أصبح المواطن في رحلة بحث دائمة تدوم أحيانا ساعات من اجل الحصول عليها، وهذا ما وقفت عليه جريدة "أخبار اليوم" على طول الطريق الوطني رقم واحد، أو بالسوق المغطاة وسط المدينة أو حتى المحلات المتواجدة بالأحياء. وعرف اليوم الأول من شهر رمضان بولاية الجلفة، طلبا متزايدا على اللحوم الحمراء من طرف المواطنين، حيث اختفت في ساعات النهار الأولى. أما على مستوى بلديات الولاية فإن الأمر لم يختلف كثيرا من حيث السعر حيث ترواح ما بين 700 و750 دج، وهو الحال بكل من عين وسارة، حاسي بحبح، مسعد وغيرها. والملاحظ خلال الأيام الأولى من شهر رمضان هو عدم لجوء جل العائلات لاقتناء اللحوم المجمدة، رغم أن سعرها منخفض، ويعود ذلك حسب البعض لاعتبارها دخيلا على العادات الاستهلاكية لسكان ولاية الجلفة، وكون ولاية الجلفة كذلك من أكبر ولايات الوطن فيما يخص تربية للمواشي، وتتوفر على نوعية جيدة للحوم الحمراء بحكم طابعها الرعوي. وأقر المواطنون بالمقابل، بالارتفاع المحسوس الذي عرفته أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بالأسواق، واعتبروا ذلك منافيا للأخلاق الواجب التحلي بها من طرف التجار في هذا الشهر الفضيل، ودعا آخرون مصالح مراقبة النوعية وقمع الغش التابعة لمديرية التجارة إلى التدخل لمراقبة الأسعار، تفاديا للمضاربة في شهر رمضان، خصوصا ما تعلق بالتجارة الفوضوية التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه، وأصبحت تزاحم أصحاب المحلات التجارية والتجار الرسميين. وحول نفس الموضوع فان الوضعية نفسها تقريبا تشهدها العديد من اسواق بلديات ولاية المدية، حيث ارتفعت وبشكل جنوني أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، بمجرد حلول شهر رمضان المعظم ،بعد ان رفع تجار هذه المواد ثمن الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء من 240 دج للكلغ، قبيل غرة الشهر الكريم، إلى 260 دج في المتوسط، بالنسبة للدجاج غير المهيأ و350دج للكلغ الواحد من الدجاج المذبوح. وعن أسباب هذا الارتفاع فقد حصرها أحد البائعين في النقص الكبير الملاحظ لدى المربين بسبب ارتفاع حرارة فصل الصيف مع ارتفاع سعر الكتاكيت ولوازم تربيتها من أكل وأدوية، في حين لامس سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء 850 دينار جزائري للكلغ الواحد، لدى الجزارين و750دج بالأسواق الشعبية. وعكس ما كان متوقعا من اللحوم المستورة من الهند ، والتي بعثت بصيصا من الأمل في نفوس المواطنين باعتبار أنها ستساهم في الاستقرار النسبي لأسعار اللحوم بنوعيها، لكن الملاحظ أنها شهدت هي الأخرى ارتفاعا في اثمانها، فقد بلغ سعر الكيلو غرام من اللحوم المجمدة المستوردة ببعض بلديات المدية خاصة الجنوبية منها الستمائة دينار جزائري، وهذا خلافا لكل التوصيات والإشعارات المتواصلة التي أرسلتها الوزارة المعنية، والتي أكدت مرارا من خلالها أن سعر هذا اللحم لن يتجاوز ثمنه ال400 دينار جزائري،ومع هذا الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم البيضاء والحمراء والمجمدة، مع الانخفاض الملاحظ كذلك في القدرة الشرائية لدى المواطن الزوالي، وغياب الردع والمراقبة في الأسعار بالعديد من البلديات النائية بالولاية خاصة بالمناطق الجنوبية منها والشرقية، فقد شهدت أجنحة الديك الرومي وأحشاء الدجاج إقبالا كبيرا من طرف العائلات اللمدانية البسيطة، لاستعمالها في اغلب وجبات الإفطار باعتبار أن سعرهما معقول وكون الكيلوغرام الواحد يكفي لأيام عدة.