يعدّ "دوّار معمر بلعيد" ببلدية حجّوط بولاية تيبازة من بين أكثر الأحياء بذات المدينة التي تنتشر بها البيوت القصديرية، حيث يعيش قاطنوها منذ عشرات السنين في ظروف سكنية جدّ صعبة، وهذا باعتراف السلطات المحلّية في حدّ ذاتها، أين وصلت به الكثافة السكانية إلى 400 عائلة حسب إحصائياتها الأخيرة بعدما تمّ تحديد أولوياتها في إطار القضاء على السكنات الهشّة. يذكر أنه بالنّظر إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أهل هذا "الدّوار" إلاّ أن طلبات هؤلاء انحصرت في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وأمام هذا كانت وجهتنا إلى الحي لنقل المعاناة الحقيقية لسكانه. إذ يعتبر "دوّار معمر بلعيد" ذو كثافة سكانية معتبرة، حيث وصلت حسب آخر الإحصائيات إلى نحو 900 أسرة كلّها تعيش داخل أكواخ قصديرية وفي ظروف سكنية قاسية. وحسب معاينتنا للبيوت فهي عبارة عن أكواخ مبنية بالطوب والزّنك، وهذه الوضعية تعدّ من أهمّ انشغالات سكان هذا الحي نظرًا لقِدمه، حيث يرجع إلى عشرات السنين وهو ما لم ينكره مسؤولو البلدية. ونشير إلى أنه في قلب "دوّار معمّر بلعيد" أكّدت بعض العائلات أنها تعيش فيه منذ 15سنة في حين نجد عائلات أخرى تقطن بذات الحي منذ 40 سنة إلاّ أنها لم تحصل على سكنات لائقة رغم زيارة السلطات المحلّية لأكثر من 6 مرّات إلى حيّهم، أين تعدهم مطلع كلّ سنة بالحصول على سكن من خلال الحصص الموزّعة، لكن هؤلاء لم يتلقّوا سوى وعودًا مزيّفة. فبهذا الحي تنعدم أدنى ظروف العيش الكريم، إضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحّي، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرا لصحّة المواطن، ضف إلى ذلك الأمراض المزمنة التي يصاب بها أبناءهم مثل الحساسية بسبب الرّطوبة كبيرة في فصل الشتاء، فأغلب الأطفال لا يزاولون دراستهم بسبب وضعية الطريق المتدهورة، فحالتهم حالة الأبناء الغلباء. من جهة أخرى، وفي ردّه على لنشغالات سكان "دوار معمر بلعيد" بحجّوط أكّد مسؤول بالبلدية أن السلطات المحلّية بمعيّة رئيس الدائرة وكذا السلطات الولائية يحرصون على تنفيذ اهتمامات هذا الحي، وهو من بين الملفات المعروضة على طاولة اجتماعاتهم في كلّ مرّة. وأكّد ذات المتحدّث أن المصالح المعنية ستقوم بتسوية وضعيتهم، خصوصا بعد الإحصاءالذي وصل فيه عدد العائلات إلى 400 عائلة، مشيرًا في حدثيه إلى أنه خلال زيارة الوالي إلى بلدية حجّوط في الأشهر الأخيرة طمأن السكان بأنه سيتمّ الأخذ بعين الاعتبار الحالة المزرية التي تقطن فيها تلك العائلات وعن قريب عاجل سيتمّ الشروع في عملية ترحيلها. وفي انتظار ترحيل باقي العائلات الأخرى فإن الوزارة المعنية أعطت تعليمات من خلال برنامج فخامة السيّد عبد العزيز بوتفليقة والخاص بالقضاء على البنايات الهشّة. وتجدر الإشارة إلى أن مساحة "الدوّار" شاسعة، فبعد أن يتمّ ترحيل السكان والقضاء على كلّ الأكواخ القصديرية ستتمكّن السلطات المدنية على المدى البعيد من استرجاع مساحة معتبرة، وبالرغم من ذلك يبقى "دوّار معمر بلعيد" القصديري يعتبر نقطة سوداء بذات البلدية.