قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني إنه لم يجر أيّ اتّصال مباشر بينه وبين الرئيس المصري محمد مرسي منذ تولّي الأخير منصبه قبل أشهر. نتنياهو قال عن تقييمه للأشهر الأولى من حكم مرسي: (إنه لم يرغب حتى في النّطق بكلمة إسرائيل علنًا، وأعتقد أن على مصر اتّخاذ قرار بشأن عمق التزامها بمعاهدة السلام، فقد أعلنا التزامنا الشديد بها، وآمل أن يكونوا هم كذلك)، لكنه أوضح في مقابلة مع صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس الأحد أن عدّة اتّصالات جرت بين حكومته والحكومة المصرية، وقال: (لم تتأثّر الاتّصالات العسكرية، والحفاظ على معاهدة السلام على رأس أولوياتنا)، وأضاف: (نشعر بقلق شديد بشأن ما يحدث في سيناء، وأوضحنا هذا لأصدقائنا الأمريكيين والحكومة المصرية، وأعتقد أن استقرار سيناء مهمّ لمصر تمامًا كما هو لإسرائيل، لكن مصر هي المسؤولة عن حفظ الأمن في سيناء). تولّى الرئيس محمد مرسي منصبه في 24 جوان الماضي، وأثبت في المرّة تلو الأخرى أنه ليس رئيسًا ضعيفًا، وأنه قادر على اتّخاذ قرارات لم يكن المراقبون يتخيّلون أن بمقدوره اتّخاذها، وأهمّها الإطاحة برؤوس المجلس الأعلى للقوات المسلّحة وتجريده من سلطاته. وكان ردّ الفعل على فوز مرسي في إسرائيل مترويا ودبلوماسيا، فعلى الرغم من أن مرسي شارك في وقت من الأوقات في تأسيس اللّجنة الشعبية المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني، وكان عضوًا في لجنة مقاومة الصهيونية بمحافظة الشرقية، فقد بادر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بتوجيه رسالة تهنئة له. وفي الرسالة أعرب بيريس عن أمله في (استمرار التعاون معي استنادًا إلى معاهدات السلام الموقّعة بيننا قبل أكثر من ثلاثة عقود، والتي التزمنا بالحفاظ عليها وتطويرها من أجل الأجيال القادمة من الشعبين). بعدها، نسبت وكالة (رويترز) إلى مرسي قوله في رسالة إلى بيريس: (أتطلّع إلى بذل أقصى جهودنا لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لكافّة شعوب المنطقة وبينها الشعب الإسرائيلي). لكن ياسر علي -المتحدّث الرّسمي باسم الرئاسة المصرية- نفى تلقّي الرئيس محمد مرسي رسالة تهنئة من الرئيس الإسرائيلي، كما نفى قيام الرئيس المصري بإرسال أيّ رسالة إلى بيريس. وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قد بعث هو الآخر رسالة إلى مرسي لتهنئته بالفوز، وبعدها قال متحدّث رئاسي مصري إن وزارة الخارجية المصرية تولّت الردّ على نتنياهو (لأنها المنوطة بهذه الاتّصالات بالنّظر إلى أن مصر دولة مؤسسات). الشيء ذاته تكرّر بتهنئة بعث بها بيريس إلى مرسي لتهنئته بحلول شهر رمضان، والردّ الذي نشرته وسائل الإعلام نقلاً عن مكتب بيريس هو (تلقّيت بعميق الشكر تهنئّتكم على قدوم شهر رمضان المبارك).