ذكرت مصادر محلية أن عصابات مسلحة من البوذيين يرافقها رهبان متعصبون يحاصرون مناطق يقطنها المسلمون من أقلية الروهينغا بولاية إكياب في إقليم أراكان بميانمار، وذلك عقب اجتماع للرهبان البوذيين طالب الحكومة بتطبيق قرارات ضد الروهينغا، وهدد بالقيام بثورة ضد السلطات في حال عدم تحقيق ذلك. وأفاد شهود عيان بأن أفراد العصابات المسلحين بالسيوف والآلات الحادة أضرموا النيران في عدد من منازل المسلمين من أقلية الروهينغا. وقال المؤرخ الأراكاني أبو العبادلة السعدي ل(الجزيرة نت) إن اجتماعا ضم 5000 من الرهبان البوذيين أعقبه توجيه مجموعات من الشباب البوذيين لمهاجمة ثلاث مناطق يتواجد فيها المسلمون، وأكد السعيدي الذي كان يتحدث من جدة بالمملكة العربية السعودية أن هذه المناطق تظل محاصَرة بمشاركة الجيش. وأوضح السعيدي أن الاجتماع خرج بالعديد من القرارات، من بينها المطالبة بسحب المواطنة والبطاقة الشخصية من المسلمين في المنطقة، ودعا الحكومة إلى تطبيق قرارات سابقة تقضي بطرد مسلمي الروهينغا أو تجميعهم في مخيمات تديرها الأممالمتحدة، وهددوا بالقيام بثورة ضد الحكومة إن لم تستجب لهذه المطالب. وعن تأثير تواجد منظمات إنسانية وحقوقية في المنطقة، أشار السعيدي إلى أن البوذيين يقومون بمهاجمة المناطق التي لا تتواجد فيها تلك المنظمات. ويتركز الروهينغا في شمال إقليم أراكان غربي البلاد، وهم من الأقليات العرقية التي لا تعترف بها السلطات في ميانمار وتعدّهم مواطنين (مهاجرين غير شرعيين) قدموا إلى بورما من بنغلاديش، في حين تصفهم الأممالمتحدة بأنهم (أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم). وتشير تقارير منظمات الإغاثة إلى وجود أكثر من مائة ألف مشرد من الأقلية المسلمة في ميانمار، منهم قرابة ثمانين ألفا في مخيم سيتوي بشمال غرب البلاد، ويعاني النازحون من نقص حادّ في الأدوية والطعام والملابس وأماكن الإيواء، كما يشكُون من أن الحكومة لا توفر لهم الحماية من هجمات البوذيين، فضلا عن تعرضهم لاعتقالات تعسفية. إلى ذلك، تعهد رئيس ميانمار ثين سين ب(العمل على احتواء التوتر بين البوذيين والمسلمين في ولاية أراكان غرب البلاد) على حدّ زعمه. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس الميانماري بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش الجمعية العامة للمنظمة. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة (إن ثين سين وبان كي مون بحثا المواجهات الطائفية فى ولاية راكين والفرص الفورية والبعيدة المدى لتشجيع التجانس بين الطوائف ومعالجة الأسباب العميقة للتوتر في هذه المنطقة). وأشار إلى أن الرئيس الميانماري أكد أن بلاده (ستعالج التداعيات بعيدة المدى لهذه المشكلة)، وفقا لوكالة فرانس برس. وكان رئيس الهلال الأحمر التركي أحمد لطفي أقار قد أكد أن المسلمين في ميانمار يقطنون في أراض خصبة ولهذا السبب يتم العمل على طردهم من أماكنهم.