في شهر رمضان تسعى جل العائلات السطايفية جاهدة وككل سنة على التحضير اللازم لاستقباله، من خلال الحرص التام لربات البيوت على اقتناء اللوازم الضرورية والخاصة بالشهر الفضيل. وعند التجول في مختلف أسواق مدينة عين الفوارة ساعات قليلة قبيل حلول شهر رمضان المبارك هناك اجواء خاصة تسود شوارع عاصمة الهضاب العليا والعادات التي تطغى على سكان الولاية عشية حلول الشهر الفضيل، حيث تكون مختلف الأسواق مكتظة وتعج بمختلف العائلات التي تتسارع من أجل التحضير وكما ينبغي لشهر رمضان الكريم، هذا الضيف الذي يحل علينا كل عام وفيه ليلة خير من ألف شهر. العائلات السطايفية وعلى غرار باقي العائلات الجزائرية دأبت على استقبال شهر الرحمة من خلال تنظيف البيوت وتزيينها لاستقبال الشهر العزيز على قلوب الملايين من المواطنين والذين ينتظرونه بفارغ الصبر ويحزنون على فراقه، من جهتها، تعكف ربات البيوت على قدم وساق على شراء مختلف التوابل الضرورية التي تحتاجها والتي تضفي نكهتها الخاصة على مختلف أطباق شهر الصيام. إضافة إلى الإقبال الكبير والمكثف لمختلف النسوة على اقتناء الأواني الجديدة استعدادا لشهر الصيام. واستعدادات نساء سطيف هي عادة ألفنها من لدن أجدادهن وجداتهن وكان عليهن المحافظة على هذه العادات من التلاشي والانحلال حتى لا يفقد شهر رمضان نكهته الخاصة التي تميزه عن باقي شهور السنة، كما يحاولن نقل هذه العادات إلى الأجيال القادمة دون أن يهملن جوهر رمضان الذي هو شهر العبادة وفرصة العبد للتقرب من ربه طلبا في جمع الأجر والثواب وأملا في غفران الذنوب والخطايا..ليبقى لشهر رمضان نكهته الخاصة به لما فيه من أيام روحانية والصور التضامنية والأخوية التي تسوده والتي تبقى تميزه على باقي شهور العام وتميز مائدة الإفطار السطايفية بطبق شوربة الفريك المعطرة بالنعناع الأخضر واليابس، وتشتهر سطيف بالفريك المحلي الذي اكتسى في السنوات الأخيرة شهرة واسعة في الجزائر وأصبح مطلوباً على المستوى الوطني لجودته العالية. كما تحضر ربات البيوت خبز الدار الذي يصحب الشوربة عند موعد الإفطار، لهذا تحرص المرأة على التنوع في الخبز المحضر في المنازل، فأحيانا تحضر خبز المطلوع والخميرة ومطلوع "الميني'' الذي يختلف عن باقي العجائن ومعروف في سطيف فقط، ومن السلطات التي لا تفارق المائدة طبق الحميس الذي يحضر بالفلفل بنوعيه الحلو والحار المشوي والطماطم المشوية والثوم، إلى جانب أطباق أخرى مختلفة بين العصرية والتقليدية، ومنها طبق الهرماس الحلو. أما في السهرة فيتجه الجميع لصلاة العشاء والتراويح في المساجد بعد الإفطار، ليعود بعدها المصلون للسهر في بيوتهم مع ذويهم، حيث تعد سهرات الشهر الفضيل فرصة سانحة لالتقاء المغتربين بذويهم، فتقدم صينية الشاي مصحوبة بالحلويات الرمضانية والفول السوداني للأهل والأحبة، أما السحور فغالبا ما يكون بالمطلوع والحليب.