دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله إلى التهدئة في مدينة أغريب، بدائرة أزفون، في ولاية تيزي وزو، على خلفية جريمة هدم أحد مساجد المدينة، مستبعدا من جانب آخر إيفاد لجنة تحقيق لتفكيك "طلاسم" القضية المعقدة التي أسالت الكثير من الحبر وأثارت الكثير من الجدل في الأيام القليلة الماضية. غلام الله قال على هامش زيارة قادته إلى بلديتين بالجزائر العاصمة يوم الإثنين ردا على سؤال يتعلق بجريمة تهديم مسجد بأغريب بولاية تيزي وزو أنه "لابد من تهدئة النفوس" و"ضمان الأمن الذي يأتي قبل بناء المسجد". وأضاف السيد غلام الله أن "القضية لا تحتاج إلى إيفاد لجنة تحقيق إلى المنطقة وإنما يمكن أن تحل بين كبار الحي لتفادي التعصب وتعقيد المشاكل". وقام وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوضع حجر الأساس لبناء مسجد بالخرايسية وتدشين مسجدين أحدهما بذات البلدية وآخر ببابا علي. ويتربع مسجد الرحمة بحي السلام بالخرايسية الذي وضع الوزير حجر أساسه على مساحة 3500 متر مربع ويضم قاعة للصلاة وبيت للوضوء ومكتبة ومسكن للإمام ويتسع لحوالي 9 آلاف مصلي. وبنفس البلدية أيضا أشرف السيد غلام الله على تدشين مسجد حمزة بن عبد المطلب الذي يتكون من طابقين يضم الطابق الأرضي منهما قاعة للصلاة للرجال فيما يضم الطابق السفلي قاعة للصلاة للنساء بالإضافة إلى مسكن للإمام ومدرسة قرآنية. كما دشن الوزير مسجد القدس ببلدية بابا علي حيث تتسع قاعة الصلاة للرجال به إلى 860 مصلي وقاعة النساء إلى 180 مصلية. وكانت جريمة تهديم مسجد أغريب قد أخذت أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة، بعد أن تصاعدت موجة الغضب بين سكان المنطقة الذين عبروا عن رفضهم لهدم مسجد بمدينتهم تحت أي مبرر من المبررات، مشددين رفضهم ل"تدنيس صرح الإسلام في دارهم". وشهدت القضية الكثير من التجاذبات في الأيام الأخيرة، بعد قيام لجنة المسجد المذكور بتوجيه رسالة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، راجية منه التدخل لوضع حد للمجرمين الواقفين وراء هدم المسجد، ودعته إلى التدخل لوضع حد للعبث الذي طال المسجد من حرق وتخريب، مؤكدة أن المسجد تم بناؤه بطريقة شرعية وقانونية، ومحذرة من النتائج التي قد تترتب على ما وقع للمسجد.. وناشدت اللجنة الدينية لمسجد أغريب رئيس الجمهورية لرفع الظلم "عن بيت الله وعن إخوانه الذين استرعاكم رب العزة تبارك وتعالى دمهم وأخذنا العهد منكم بالنصرة والعزة ولكنكم تخلفتم عنا في أغريب المسلمة وتركتم أعداء الدين والدولة يدنسون صرح الإسلام الطاهر في دارنا"، وأضافت اللجنة في رسالتها "الحزينة" أن سبب مراسلة القاضي الأول في البلاد هو "مأساة مسجدنا الذي دنسه المجرمون من أعداء الملة والدين وأصحاب المطامع والأفكار المتطرفة وتكالبت عليه قوى الشر من كل مكان وشوهت سمعته بالكذب الممجوج والتزوير الفادح". وقالت اللجنة الدينية للمسجد المهدم أنها "صاحبة حق" وتملك "تزكية الشعب ومصداقية القانون الذي لم تخرج عنه قدر أنملة"، وهاجمت في رسالتها حزبا سياسيا قالت أنه "أحكم قبضته على تيزي وزو وضره بناء بيوت الله" مشبهة إياه ب"أبرهة وشلته، بضاعتهم الجهل بالدين ورأس مالهم الفتنة"، وتساءلت اللجنة: "فخامة الرئيس بأي ذنب يُعتدى علينا وبأي منطق تهدم بيوت الله، أبحجة السلفية والقاعدةوالتطرف، أين دولتنا، أين الرجال في دولتنا، أين الشرفاء حماة الدين والدولة".