في آخر لحظة، وبسبب سرعة الرياح قرر المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر تأجيل رحلته في الوقت الذي كان العالم يترقب أول كسر بشري لحاجز الصوت. وكانت كبسولة فضائية مرتبطة ببالون صغير مملوء بغاز الهيليوم ستحمل فيليكس إلى الفضاء الخارجي من مدينة روزويل في ولاية نيومكسيكو بجنوب الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعند وصول الكبسولة التي تحمل فيليكس إلى ارتفاع 120 ألف قدم داخل طبقة الستراتوسفير (الطبقة الثانية للغلاف الجوي)، سيقفز باستخدام أكبر منطاد في التاريخ يبلغ 168 متراً، مخترقاً بذلك حاجز الصوت. المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر ولد في مدينة سالزبورغ النمساوية، وكان يحلم منذ طفولته بالقفز الحر من السماء وقيادة الطائرات الهليكوبتر، ونجح في القيام بأول قفزة من هذا النوع وهو في سن ال16، ثم قام بصقل مهارته في القفز من خلال الانضمام لفريق استعراض القوات الخاصة النمساوية ليتحول إلى قافز حر محترف، ويزيد من مهاراته ليضم رياضة القفز من الأماكن الثابتة ويتمكن من تسجيل رقم قياسي كأعلى قفزة من مكان ثابت يتم تنفيذها في التاريخ، وذلك من فوق تمثال (السيد المسيح) في (ريو دي جانيرو)، أما ثاني رقم قياسي له فكان أعلى قفزة من مكان ثابت فوق برج (بتروناس) بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وبرج (تايبيه 101). وقد تم وضع اسمه ضمن الأبطال الرياضيين في شارع الأبطال في فيينا، كما تم ترشيحه لجائزة (وورلد سبورتس)، وفي فئتين رياضيتين بجائزة (نيا إكستريم سبورتس)، كما أنه حاصل على رخصة لقيادة بالونات الغاز، وقيادة طائرات الهيلكوبتر في النمسا والولاياتالمتحدة، إضافة إلى الرخصة الأوروبية التجارية. وكلما أصبح الجو بارداً انخفضت سرعة انتقال الصوت، وعند مستوى ارتفاع 100 ألف قدم فوق سطح البحر من المتوقع أن يتمكن فيليكس من تخطي حاجز الصوت، ما يعني حاجته إلى الوصول لسرعة 1110 كم/ساعة والتي تعرف باسم (ماخ 1)، وإذا تمكن من الوصول إليها وتخطيها سيصبح (فوق صوتي)، أي أسرع من الصوت. وسيواجه فيليكس مخاطر تتمثل في تعرضه للبيئة الخاصة بطبقات الهواء العليا والتي تتعلق مخاطرها بسرعة الاندفاع والضغط المنخفض والحرارة شديدة الانخفاض والمتقلبة. ومن العوامل الهامة المؤثرة في نجاح القفزة هو الطقس، حيث إنه من أكثر الأشياء التي يصعب التنبؤ بها خاصة عندما نأخذ في الحسبان الرياح والتقلبات المفاجئة وكثافة السحب.