تعيش أزيد من 100 عائلة بحي (السفينة المحطة) ببلدية برج الكيفان، أوضاعا مزرية داخل بنايات فوضوية تفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة، من ماء وكهرباء وغاز طبيعي، كما أن الحي تنعدم به قنوات صرف المياه القذرة وهذا ما انجر عنه تكدس المياه القذرة، ناهيك عن تحول الحي إلى مزبلة عمومية جراء النفايات والأوساخ المتراكمة. هذا الحي تحول إلى مفرغة عمومية منسية بعيدة أعين السلطات المحلية،لا يُذكر حتى بالتفاتة من أجل إزالة الخطر على هؤلاء السكان الذين يعانون جراء تلك الأوساخ من عدة أمراض، جعلت حياتهم على كف عفريت تتخبط في القذارة مع انعدام الماء والكهرباء وبين تنقلهم بصفة يومية إلى المستشفيات بسبب تلك النفايات والروائح الكريهة والقاذورات التي تلازم المكان وتتقاسم تواجدها في الحي مع هؤلاء المواطنين. ولدى تنقل (أخبار اليوم) إلى حي (السفينة المحطمة) استقبلتنا تلك الملامح المتذمرة واليائسة من الحياة التي كانت تبدو على وجوه بعض المواطنين الذين يقطنون في ذات الحي، ولدى دخولنا استقبلتنا أكوام المفرغة العمومية للنفايات التي كان مقرها بمحاذاة تلك البنايات الفوضوية، وشاهدنا تراكم المياه القذرة التي تتوسط الحي وتتجمع فيه لعدم وجود قنوات لصرفها خارج البنايات. ناهيك عن كون المياه والكهرباء لم يعرفا طريقهما بعد إلى الحي رغم أنه من الخارج يظهر مهيأ بأسلاك الكهرباء، إلا أن العائلات مازالت تعيش في الظلام ما عاد تلك التي حظيت بشفقة الساكنين قرب الحي الذين تبرعوا بأسلاك من عندهم لتزويدهم بالكهرباء. ونفس الشيء بالنسبة للماء حيث أكد لنا بعض المواطنين أن بعض الجيران هم من يتكرمون عليهم بتزويدهم بالماء، وأحيانا يتم جلبها من أحياء مجاورة. ولدى حديثنا مع هؤلاء القاطنين بذات الحي حملونا شكاويهم، وناشدوا السلطات الوصية بضرورة الإلتفات إليهم لإيجاد حل للوضعية المزرية والكارثية التي يعيشون فيها رفقة أولادهم المعرضين للأمراض والأوبئة، حيث أكدوا لنا أنهم يطالبون بحقهم في الحياة كمواطنين، بتوفير أدنى ما يحتاجه الإنسان للعيش من نظافة وماء وكهرباء وقنوات صرف المياه، أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وأضاف هؤلاء المواطنون أنهم يعانون من أمراض خطيرة جراء تلك النفايات وانعدام النظافة، وأشاروا في حديثهم إلى وجود الجرذان التي تتقاسم معهم الحياة، حيث أكد لنا أحد السكان في هذا السياق أن ابنه الصغير الذي لا يتجاوز عمره 3 سنوات تعرض مؤخرا إلى عضة جرذ. إلى جانب الجرذان تحدث السكان عن كل أنواع الحشرات السامة والخطيرة وعن الأفاعي التي تمنع عنهم النوم والراحة خوفا على أولادهم. وأعرب السكان عن استيائهم من السلطات البلدية التي تغلق أبوابها في وجوههم في كل مرة يحاولون فيها تقديم شكواهم أو مطالبتهم بتسوية أوضاعهم والعمل على تنقية المكان وتوفير ما يطالبون به من ضروريات الحياة. وأضافوا أنهم تعبوا من تلك الوعود الكاذبة التي يحاولون اسكاتهم بها في كل مرة لامتصاص غضبهم دون أن يتم إنجاز أي شيء. وفي ذات السياق اشتكى المواطنون من تماطل السلطات وقيامهم بإنجاز مشاريع باسم حيهم دون أن تمس حيهم في الواقع. لتبقى العائلات أمام صمت السلطات المعنية تصارع الموت وتتقاسم حياتها مع الأفاعي والجرذان دون أن تلقى أذانا صاغية من شأنها أن تزرع لديهم شيء من الأمل في الحياة. وتتساءل كيف أنه يحق لهم كمواطنين الانتخاب والإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع دون أن يكون لهم الحق في الحياة كمواطنين في بلاد العزة والكرامة. وأمام هذه الوضعية المأساوية يطالب هؤلاء السكان بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.