يعيش سكان حي قميدري الواقع ببلدية بني مسوس وضعا كارثيا جراء جملة من النقائص لأزيد من 10 سنوات، والتي أصبحت لا تحتمل في ظل غياب أدنى ضروريات العيش، والتي انجرت عن الاهتراء الكامل لكل مسالك الحي وانسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في تسرب المياه القذرة وسط الحي مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة التي جلبت معها مختلف الحشرات المؤذية على غرار البعوض خصوصا بعد ارتفاع الحرارة، ومازاد الطين بلة، تراكم النفايات في كل أركان الحي مما جعل منه مفرغة عمومية تعد ملجأ لكل أنواع الحشرات والحيوانات الضالة· وأعربت لنا لجنة الحي وعدد من السكان عن تذمرهم واستيائهم تجاه التهميش الذي فرضته عليهم السلطات المحلية التي ناشدوها دون أن يتلقوا أي رد على شكاويهم، وأكد لنا هؤلاء أن السلطات لم تكلف نفسها حتى زيارة الحي من أجل المعاينة رغم أن المواطنين يتخبطون في معاناة جراء الحالة الكارثية والمزرية التي يتواجد عليها الحي، في ظل صمت السلطات· وخلال جولتنا وقفنا على مدى معاناة هؤلاء المواطنين التي تبدأ من انسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة التي تسد الأنفاس في كل أرجاء الحي، والتي أصبحت تشكل هاجس السكان وتهدد الصحة العمومية· وفي السياق ذاته أبدت العائلات تخوفها من انتشار الأوبئة نتيجة تلك المياه القذرة، ويضيف محدثونا أن أوضاعهم تزداد تأزما بعد سقوط الأمطار أين تمنع عليهم تلك السيول من المياه والأوحال المشي واجتياز مسالك الحي، حيث يصبح المكان عبارة عن وديان تتسرب إلى المنازل التي تتواجد في الطوابق الأولى من العمارات· واشتكى هؤلاء المواطنون من إهمال مصالح البلدية للحي وتهميشه فيما يخص النظافة، حيث أن الحي أصبح مفرغة عمومية نتيجة تراكم الأوساخ والنفايات في كل أركانه والتي يتجاهل عمال النظافة بالبلدية رفعها لتبقى تصنع ديكور الحي وتتسبب في انتشار الروائح وكل أنواع الحشرات التي تقاسم السكان حياتهم وترهق كاهلهم، فهي حسب شهادة هؤلاء تتسبب لهم في أمراض مختلفة تعرض حياتهم وحياة أولادهم للخطر، وأضاف هؤلاء أن الحي يعرف ارتياد الخنازير التي تتواجد في غابة الواد المحاذي للحي، والذي اعتبره هؤلاء مصدرا آخر لمعاناتهم، حيث أكدوا أنه يزيد من انتشار الحشرات والأفاعي التي ترتاد أيضا على الحي خاصة في فصل الصيف· وإضافة إلى تلك النقائص فسكان الحي معرضون لخطر الموت جراء الطريقة الفوضوية وغير الآمنة التي تم بها إيصال منازلهم بالكهرباء، كما أن غياب الإنارة العمومية بمعظم أرجاء الحي يعرض هؤلاء السكان للاعتداءات والسرقات ليلا من طرف الشباب المنحرف، خاصة أن الحي حسب ما أكده قاطنوه أصبح ملجأ لفئة من الشباب المنحرف الذين يجدون كل فرص الاختفاء سانحة من أجل تعاطي المخدرات وممارسة مهنة السرقة والاعتداء على السكان وسلب ممتلكاتهم· كما أن الحي يفتقر إلى المرافق الاجتماعية، حيث سجلنا شكاوي الشباب والأولياء حول غياب مرافق تمكنهم من ممارسة هواياتهم كالرياضة واللعب، حيث أن الوضعية التي يتواجد عليها الحي تشكل خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للسقوط بسبب اهتراء الطرقات والمطبات التي تتسبب لهم في جروح بليغة· ولإنهاء معاناة هؤلاء المواطنين ناشدوا عبر صفحاتنا السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية من أجل انتشالهم من الكارثة التي تعيق حياتهم، وذلك بإدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية، والمطالبة بإصلاح قنوات صرف المياه وتزفيت الطرقات ورفع أكوام النفايات لتفادي حدوث كوارث بشرية لا يحمد عقباها·