مليكة حراث لازالت العائلات القاطنة ب حي (بورجو) ببلدية حجوط ولاية تيبازة تتخبط في الأوضاع المزرية التي يعيشونها جراء غياب أدنى ضروريات الحياة بحيهم، فمع اهتراء الطرقات وانعدام الغاز الطبيعي وغياب المؤسسات التعليمية، أعرب سكان الحي ل(أخبار اليوم) عن سخطهم وغضبهم اتجاه السلطات المحلية التي لم تعر أي اهتمام لانشغالاتهم رغم رفع مئات الشكاوى والطلبات من أجل القيام بتهيئة الحي وتزويده بمشاريع تنموية من شأنها أن تخرجهم من العزلة والتهميش الذي طال حيهم منذ سنوات خلت دون أن يعرف أي التفاتة تُذكر. ولقد أبدى بعض السكان الذين تحدثنا معهم تذمرهم واستياءهم من سياسة الإهمال واللامبالاة التي تنتهجها السلطات حيالهم، خصوصا أن معاناتهم مع الحالة الكارثية لحيهم تمتد إلى سنوات دون أن يكلف المسؤولون أنفسهم عناء تحسين الوضع على الرغم من النداءات العديدة التي تقدموا بها، حيث أكد هؤلاء أنه تم تهيئة الحي بالغاز الطبيعي منذ 17 سنة إلا أن الحي لم يزود بهذه المادة الضرورية، حيث أن السلطات تلقت شكاوى المواطنين بضرورة تزويدهم بالغاز الطبيعي لعدة مرات إلا أنها لم تتدخل لبرمجة مشروع من شأنه إنهاء معاناة العائلات، التي لا تزال تتعب كثيرا في البحث عن قارورات غاز البوتان، خصوصا مع غلائها خلال السنوات الأخيرة. ورفع السكان كذلك انشغالاتهم فيما يخص مشكلتهم مع اهتراء طرقات الحي، التي أصبحت عبارة عن حفر ومطبات تعرقل السير، ويزيد أمرها سوءًا مع تساقط الأمطار، حيث تمتلئ تلك الحفر وتتحول إلى مستنقعات. وإلى جانب تلك المشاكل مع غياب الغاز وتدهور الطرقات، اشتكى هؤلاء المواطنون أيضا من بُعد المؤسسات التعليمية عن حيهم وهو ما يجبر أبناءهم على قطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة، خاصة منهم المتمدرسين في الطور الإبتدائي، وهذا ما يولّد لديهم التعب والملل وعدم القدرة على استيعاب الدروس، ناهيك عن تعرض بعضهم للاعتداءات في الطريق ومعاناتهم مع المشي في تلك الطرق المهترئة، حيث أكد سكان الحي أن عدم وجود ابتدائية قريبة من حيّهم يعدُّ الهاجس الأكبر للعائلات، ويثير مخاوف الأولياء على أولادهم، لاسميا بعد أن سجَّل أبناؤهم معدلات متوسطة وضعيفة، بسبب بُعد المدرسة، وما يترتب عنه من تعب يلحق بهم قبل التحاقهم بالمقاعد، إذ أن أغلبهم يذهب مشيا على الأقدام، ويضطر أولياءهم لمرافقتهم خوفا عليهم من تعرضهم إلى حوادث لا يحمد عقباها. ووسط كل تلك العراقيل التي تعيق حياتهم وتفرض عليهم العزلة، ناشد سكان حي (بورجو) عبر صفحاتنا، السلطات الولائية والمحلية، التدخل والالتفات إلى أوضاعهم والتكفل بتحقيق انشغالاتهم، والعمل على توفير متطلباتهم فيما يخص إنشاء مؤسسات تربوية قريبة من الحي، إلى جانب تزفيت الطرقات الفرعية وإيصال منازلهم بالغاز الطبيعي، لإنهاء معاناتهم وإعادة الاعتبار للحي الذي بات حبيس الوعود منذ سنوات..