مليكة حراث أعرب سكان حي المخفي التابع إقليميا لبلدية بود واو ببومرداس عن مدى استيائهم الشديد من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها جراء انعدام أدنى شروط الحياة الطبيعية والهياكل الضرورية التي من شانها ترفع الغبن عنهم وحسب ممثل السكان في اتصالهم بأخبار اليوم أنهم يتكبدون متاعب يومية ويواجهون مشاكل بالجملة ، و متطلبات الحياة العادية من كهرباء وغاز، والماء الشروب وغيرها من النقائص التي صعبت معيشتهم وأرقت راحتهم فإلى يومنا هذا لا تزال نحو 300 عائلة تقطن بالحي المذكور من دون إنارة كهربائية أو ماء ، وهي الوضعية التي أصبحت هاجسا وكابوسا للقاطنين . وقد أبدى المعنيون في حديثهم لنا عن تذمرهم من سياسة التهميش والحقرة التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاه انشغالاتهم ومعاناتهم ، حيث يقول السكان أنه رغم الشكاوى والرسائل العديدة التي بعثوا بها للمصالح المذكورة لإيصال انشغالاتهم لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمات أهم الضروريات، ويضيف أحد المواطنين إنه لا يعقل في قرننا الحالي لا يزال مواطنون محرمون من الماء الشروب حيث يتزودون بهذه المادة الحيوية مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع ، إضافة إلى ضعف الضغط، ما جعل العديد من هؤلاء المواطنين محرومون من التزود بالماء الشروب بكميات كافية، مشيرين في ذات السياق إلى اهتراء شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب، حيث يشهد الحي عدة تدفقات على السطح وبكميات معتبرة ، أين تكونت برك من المياه بفعل هذه التدفقات التي تسببت في ضياع كميات هامة من المياه الصالحة للشرب. انعدام الماء ليس بالمشكل الوحيد الذي يتخبط فيه قاطنو حي المخفي ، بل هناك عدة مشاكل أخرى أرقت معيشتهم، على غرار انعدام غاز المدينة، وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار، وقد تساءلوا عن سبب عدم تزويد حيهم بالغاز الطبيعي، في حين تم الانتهاء من حفر ووضع أنابيب الغاز بمحاذاة سكناتهم، فهم يطالبون مؤسسة "سونلغاز" بالإسراع بإمدادهم بالغاز وإنهاء مسلسل معاناة البحث عن قارورات غاز البوتان والتي يصل سعرها في بعض الأحيان إلى 250 دينار سيما في فصل الشتاء أين يكثر الطلب عليها على حد تعبيرهم وفي ذات السياق أضاف محدثينا أن هناك مشكل يضاف إلى جملة النقائص . وهو غياب الإنارة العمومية الذي بات بمثابة هاجس السكان الذين يتعرضون يوميا حسبهم إلى السرقة والاعتداءات التي انجر عنها تخوف السكان أثناء الخروج ليلا أو حتى نهارا،وهو ما فتح الباب واسعا للآفات الاجتماعية المختلفة التي يمتهنها بعض الشباب المنحرفين على المواطنين.الإنارة العمومية المنعدمة في الفترة الحالية بسبب الخلل الذي يصيبها بين من حين لآخر في ظل نقص الصيانة، رغم أهمية الإنارة العمومية بالمنطقة التي تشهد العديد من الاعتداءات والسرقة وعلى هذا الأساس يطالب الحي المذكور من السلطات الوصية بتوفير الأمن على مستوى المنطقة حفاظا على سلامة وامن القاطنين بها. وعلى صعيد آخر يشتكي السكان من الوضع المزري لاهتراء شبكة الطرقات التي تعد من بين المطالب التي يرفعها سكان الحي للجهات المعنية، فهي تعرف حالة متقدمة من التدهور،. كما أن العدد الكبير للحفر الموزعة على مستوى هذه الطرقات تسبب في إعاقة حركة المرور ونشوب ملاسنات تؤدي أحيانا إلى مشاجرات بين أصحاب السيارات بسبب اختناقات السير التي تحدثها الحالة المتدهورة للطريق، أين يضطر السائقون للمرور بحذر شديد، ما يسبب غضب البعض. كما أن الوضعية السيئة للطرقات، تتسبب من ناحية أخرى في فصل الشتاء، إلى كارثة كبرى، أين تتحوّل هذه الأخيرة إلى مجموعة برك وأوحال يستحيل معها المرور والتحرك وأمام جملة هذه المشاكل يطالب قاطنو حي المخفي ببودواو التدخل الفوري بتجسيد طلباتهم على ارض الواقع من تهيئة الطرقات والتزود بالغاز الطبيعي وصيانة شبكة المياه وغيرها من الضروريات التي من شانها تفك العزلة وترفع الغبن عنهم.