عادة ما يهدف بعض أصحاب حافلات النقل الخاص إلى الربح السريع على حساب المسافرين مما يدفعهم إلى اللهث في كل مرة على الزيادة في تسعيرات النقل حتى ولو كانت مسافة المحطة لا تعادل ثمن التذكرة بالنظر إلى قصر المسافة بين محطة وأخرى، وبات القطاع يشهد عشوائية وفوضى معلنة خاصة وأننا بتنا نرى مسافات طويلة بأثمان تنخفض عن المسافات القصيرة وتعلو تسعيرات التذاكر في تلك الأخيرة، مما أدى إلى حيرة المسافرين وتجسيد عدم تكافؤ التسعيرات التي تعلو في المسافات القصيرة وتنخفض في المسافات الطويلة. نسيمة خباجة اقتربنا من بعض المحطات التي بدت فيها المفارقات واضحة من حيث التسعيرات مما يؤكد الوضع الكارثي الذي بات يتخبط فيه قطاع النقل من كل ناحية ليدفع الضريبة المسافرون الذين ملوا من بعض السلوكيات والتصرفات العشوائية التي باتت تُملى عليهم من طرف أصحاب حافلات النقل الخاص، ووجدوا أنفسهم يدفعون أموالهم في مسافات قصيرة، تُظهر الاستغلال البشع والنهب الذي أصبح يطبع أصحاب النقل الخاص، بعد أن أضحوا يفرضون زيادات فجائية بين عشية وضحاها أدخلت المسافرين في حيرة. وهي الأوضاع المزرية التي أكدها لنا المسافرون على مستوى محطة بن عكنون، حيث أكدوا أن شاغلي بعض الخطوط أعلنوا جشعهم في وجه المسافرين وأضحوا يفرضون غرامات باهظة عليهم لمجرد قطع مسافات قصيرة، واستبدلوا التسعيرات القديمة التي كانت أرحم بجيوب المسافرين وفي نفس الوقت كانت تناسب المسافة المقطوعة.. منهم أحد المسافرين الذي بين استياءه من الوضعية التي أضحت تحدد بها الأسعار والتي تكون في نفس الوقت لصالح الناقلين الخواص، واستدل بخط بن عكنون الدرارية، حيث يجبر المسافر على دفع 15 دينارا بعد نزوله في أول محطة وهي محطة (عين الله) التي لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن محطة بن عكنون، وكانت فيما سبق بسعر 10 دنانير، وهي التسعيرة المناسبة لها بحكم قصر مسافتها، إلا أنه أضيفت خمسة دنانير للتسعيرة في ذات الخط بغير وجه حق خاصة وأنها مسافة قصيرة، إلا أننا نجد مسافات طويلة بسعر 20 دينارا على غرار خط بن عكنون - بن عمر. نفس ما عايشناه برفقة المسافرين في محطة بئر خادم والتي تنخفض فيها تسعيرات المسافات الطويلة فيما ترتفع بعض تسعيرات المسافات القصيرة، ونجد بعض التكافؤ في بعض الخطوط فقط على غرار خط بئر خادم- القبة الذي حافظ على تسعيرة 10 دنانير إلى غاية قاريدي 1 وقاريدي 2 على الرغم من طول المسافة نوعا ما، وقد عبر أغلب المسافرون على مستوى ذات المحطة من عدم توافق التسعيرات مع المسافة المقطوعة وانعدام التكافؤ في كل مرة، بحيث يجدون أنفسهم مجبرين على دفع ثمن مرتفع مقابل قطع مسافات قصيرة والعكس صحيح. وطالب الكل بضرورة النظر في تلك النقطة التي أزعجت المسافرين ورأوا فيها هضما لحقوقهم، حيث بين أغلبهم أنهم مستعدون لدفع مبالغ تتوافق والمسافة المقطوعة وتتلاءم معها، مستنكرين الاستغلال البشع لبعض الناقلين اللاهثين وراء تحقيق مصالحهم الخاصة وجعلها الأولى قبل مصالح المسافرين، ويظهر ذلك من خلال الرفع من تسعيرة النقل دون مراعاة معيار المسافة المقطوعة الذي هو شرط ضروري وجب احترامه في تحديد التسعيرة.