دخل عشرات الناقلين بورصة محطة الخروبة وشكلوا طوابير غير منتهية على طول المحطة كل حسب وجهته التي اختارها لنفسه، وجاءت أغلب الوجهات المقترحة مراعية للطلب المتزايد عليها ووجود أعداد هائلة لم تستوعبها لا حافلات ولا سيارات الأجرة لمحطة الخروبة. ولم يكتف الناقلون غير الشرعيين أصحاب حافلات النقل الحضري والممنوعين بتاتا من ممارسة نقل المسافرين على المسافات الطويلة باختيار الوجهة ومنافسة الناقلين الخواص بل رفعوا أسعار النقل بشكل ملفت ورهيب، وفي بعض الأحيان يصل إلى ضعف التسعيرة الحقيقية لذات الخط، وكانت من بين أكثر الخطوط طلبا ولايات تيزي وزو، قسنطينة، سطيف، عنابة وبويرة. وتحجج هؤلاء الناقلين بالقولإنهم يعودون دون مسافرين، ما يعتبر خسارة كبيرة إن طبقوا التسعيرة نفسها، معتبرين أن دورهم هو العمل على امتصاص واستيعاب الأعداد الهائلة للمسافرين، في حين أن هؤلاء يصفونها بالسرقة ووضع “الموس في الرقبة" تعبيرا عن عدم وجود خيار آخر سوى تقبل التنقل مع الناقلين غير الشرعيين أو تمضية ساعات طويلة دون الظفر بتذكرة تسمح لهم بتمضية العيد بين الأهل والأقارب. وأن الملفت للانتباه أن الأمر لم يتوقف عند حافلات النقل الحضري، بل امتد كذلك إلى أصحاب السيارات الخاصة الذين وجدوا الربح السريع في هذين اليومين من خلال تطبيق تسعيرات بالضعف، وكذلك فرض الوجهة الأكثر طلبا والأقرب مسافة حتى يتمكنوا من القيام بأكبر عدد من الراحلات.