دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي المسلمين إلى تقوى الله سبحانه وتعالى حق تقواه، والمسارعة إلى مغفرته ورضاه؛ بعد أن يسر للمسلمين أسباب الهدى وحذَّرهم من أسباب الردى، وتفضل عليهم فعلمهم ما ينفعهم، وشرع لهم القربات وحذرهم من الموبقات، ووعد على طاعاته رضوانه وجنته. وقال مخاطبًا المسلمين: "إنكم في شهر كريم وموسم طاعات عظيم يصب الله فيه الخيرات صباًّ، ويصرف الله فيه الشرور صرفاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)، شهر جمع الله فيه الطاعات كلها فهو شهر الصوم والصبر جمع الله فيه مع الصوم الصلوات فرضًا ونفلاً، وكذلك الزكاة لمن زكى ماله والصدقات والإحسان، وفيه الحج الأصغر لمن أراد العمرة". وأضاف: "كان رسول الله صلى عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، ووفق الله في هذا الشهر لمن شاء للتوبة فسعد سعادة لا يشقى بعدها، وجمع الله فيه أنواع الذكر وتلاوة القرآن الكريم، ورمضان شهر القرآن فللقرآن فيه تأثير عظيم على القلوب، وزيادة سلطان على الروح وغلبة شوق على النفس، والسبب في ذلك أن البدن تهذب وضعفت رغباته بالصوم فقويت الروح وانتفعت بغذاء القرآن والذكر ودبت فيها حياة الإيمان وخالطها نور القرآن وصحت الروح من العلل والإمراض وتطهرت من الشهوات واستقام حال المسلم على الخير والهدى والبر والتقوى. وحث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على دوام قراءة كتاب الله والعمل به فانه يدل على جنات النعيم ويرضي الله سبحانه وتعالى. وأوضح أن الله يحفظ المسلم بالصيام من الآثام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم)، وهل التقوى إلا فعل الطاعات واجتناب المحرمات؟ فمن نال من صيامه تقوى الله فذلك الفائز الذي سبقت له من الله حسنى ومن حرم التقوى ولم ينفعه صيامه فحظه من صومه الجوع والعطش. وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أنه قد أطلت العشر الأواخر أفضل ليال العام وفيها ليلة القدر عبادتها أفضل من عبادة ألف شهر فمن وفق لقيامها فقد فاز، وأنه مما يجب الاهتمام به وعمله المحافظة على الصلوات جماعة بتمام وخشوع في رمضان وغيره ولاسيما صلاتي العشاء والفجر، مؤكدا فضيلته أن ذكر الله يجبر ما نقص من الإعمال، مشددا أن الاعتكاف سنة مؤكدة للتفرغ للعبادة.