تشكل الرضاعة الطبيعية عاملا لتقليص الوفاة بعد الولادة كما تلعب دورا رئيسيا في الحد من أخطار سرطان الثدي عند المرأة حسبما أكده مختلف الأخصائيين. وأوضح الدكتور كمال كلو مدير المعهد الوطني للصحة العمومية خلال يوم دراسي حول مزايا حليب الأم أن (النمو الجيد للأطفال الذين يرضعون حليب الأم، وانخفاض أخطار تطور سرطان الثدي عند الأم التي تُرضع، ثبُت علميا). ومن جهتها أشارت الدكتورة ليلى أوبراهم ممثلة اليونيسيف أن معظم الوفيات عند الرضع راجعة إلى سوء التغذية والالتهابات الرئوية ولهذا يعد حليب الأم (رهانا هاما) اجتماعيا واقتصاديا. ومن بين الأمراض التي قد تصيب الطفل الذي لم يرضع حليب الأم، ذكر الأخصائيون الإسهالات المزمنة وارتفاع الضغط الشراييني في سن الرشد والسمنة والسكري وهشاشة القولون والحساسية وغيرها. وأبرزت الملاحظات التي سجلتها وكالات التخطيط والإحصائيات انخفاضا معتبرا لعدد الأطفال الذين يرضعون حليب الأم في الجزائر. وحسب أرقام للمعهد الوطني للصحة العمومية فإن 39 بالمئة فقط من الأطفال المولودين في 2008 استفادوا من رضاعة طبيعية كاملة. ومن أجل حماية الطفل والأم من مختلف الأمراض أدمجت الجزائر في برنامجها الخاص بفترة ما بعد الولادة العلاقة بين الأم والطفل. وتتمثل هذه الإستراتيجية الوطنية في ترقية الرضاعة بحليب الأم أكثر فأكثر ووضع هياكل خاصة من أجل علاقة الأم والطفل منذ الولادة. وذكر البروفيسور بلقاسم شافي رئيس مصلحة طب النساء بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران على النوعية العالية لحليب الأم وهو منتوج بيولوجي حيوي ومركز يحوي على خلايا مناعية تقي الطفل من الأمراض على مدى عدة سنوات. إن الأم التي ترضع صبيها في نصف الساعة التي تلي الولادة تكون محمية من النزيف الدموي ما بعد الولادة ورحمها يسترجع حجمه الطبيعي في الحوض. وعلى عكس الحليب الاصطناعي، فإن تركيب حليب الأم يتكيف مع حاجيات الطفل حسب نموه بحيث يتوفر على كل فئات الأغذية الضرورية لنمو الطفل. ومن جهتها شجعت الدكتورة زبيدة طويمر النساء على الإرضاع مشيرة إلى بعض الأفكار الخاطئة التي تمنعهن من ذلك مثل الآلام التي قد تتسبب فيها الرضاعة الطبيعية أو وجوب إيقاف الرضاعة في حالة الإصابة بأمراض أو تناول الأدوية.