أثار القرار الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية بتعيين مدير ولائي جديد لقطاع التربية بولاية الجلفة عاصفة من الاستياء والاستهجان في الأوساط التربوية حيث قابلته نقابات التربية بغضب شديد وصلت إلى حد الدعوة إلى التهديد بتنظيم اعتصام وإضراب عام مفتوح. كان لقرار التعيين هذا وقع الصدمة لدى الشارع الجلفاوي، معتبرين أنه سيضرب باستقرار قطاع التربية بالولاية، ويعتبر بمثابة استهتار بالقطاع في الولاية وأبنائها، وقد دعا في ذلك بيان تنسيقية نقابات التربية بالجلفة تسلمت (أخبار اليوم) نسخة منه إلى تحمل مسؤولية الوزارة الوصية في حال قامت بترسيم المدير الجديد، داعية في ذلك إلى التراجع عن سنّ قرار اعتبرته (جائر) ليس من شأنه سوى تكريس الرداءة والتسيب و التنصل من المسؤوليات))، مشيرين إلى أنّ ولاية الجلفة أكبر من أن تحتقر وليست قبلة للمعاقبين والمغضوب عليهم فلا ولن نرضى أن يكون قطاع التربية بالجلفة مزبلة للفاشلين من المسؤولين، وذكر ذات البيان أنّ ولاية الجلفة أصبحت حقلا للتجارب الفاشلة بعد أن أقالت الوزارة الوصية في ظرف سبعة أشهر مدير ولائي، لتقرر بذلك -حسب ذات البيان- إلى تنحية الأمين العام الحالي المكلف بمهام مدير التربية وذلك بعد أقل من سبعة أشهر عن تنحية المدير الولائي وتعويضه بالأمين العام لمديرية التربية للبليدة المعاقب سلفا والمعزول سابقا والمتسبب الرئيسي في توتر وتسيب قطاع التربية بالبليدة طيلة سنوات حسب شهادة مختلف النقابات هناك، وقد أعربت تنسيقية نقابات التربية بولاية الجلفة التي ضمت كل من (الإتحاد العام للعمال الجزائريين، و سنابست وأسانتيو والإينبيف و ساتيف) عن استغرابها إزاء قرار وزير التربية المفاجئ الذي نزل كالخبر الصاعق وغير المتوقع بتعيين مدير جديد للقطاع، مشدّدين على أهمية أن تستشير الوزارة والي ولاية الجلفة بصفته المسؤول الأول عن تطبيق برامج فخامة رئيس الجمهورية و ممثله الرسمي محليا، واعتبروا في ذلك عدم استشارة الولاية يعتبر شكلا من أشكال الحقرة والإهانة في حق الولاية، ودعوة صريحة من بعض أعوان الوزير وبعض إطارات الوزارة إلى التشنج وسد قنوات الحوار، وأورد بيان النقابات إلى دعوة الوزارة الوصية إلى ضرورة العمل على توفير الاستقرار قدر المستطاع و إتاحة فرص العمل إلى المتاحين من ذوي الكفاءات بدلا من تصفية حسابات ضيقة على حساب تمدرس أبناء ولاية الجلفة يضيف ذات البيان. وقد أبدى العديد من الأساتذة و المعلمين تعاطفهم مع مدير التربية (حميميد الربيع)، متذمرين من القرار الذي اعتمدته وزارة التربية، واصفين هذا القرار بالارتجالي الذي قالوا أنه سيدخل ولاية الجلفة في أزمات عديدة سوف تعقد قطاع التربية بالولاية مما كان عليه على حد قولهم. وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي احتل الحديث فيه عن تعيين مدير جديد للولاية مساحة كبيرة بالشارع الجلفاوي الذين تفاجؤوا بخرجة وزير التربية الجديد في تحد واضح لنقابات التربية وأبناء ولاية الجلفة وجهت نقابات التربية نداءها إلى كل الفاعلين بالولاية، خاصة نواب البرلمان بغرفتيه للتدخل واتخاذ موقف مشرف يرقى لتطلعات سكان ولاية الجلفة عقب هذه الإساءة وإصرار وزير التربية الجديد على تعفين الوضع بهذا التعيين على حد تعبيرهم.