مع الأمطار الغزيرة التي عرفتها هذه الآونة والانخفاض المسجل في درجات الحرارة هبّ الكل إلى اقتناء أجهزة التدفئة سواء تلك الكهربائية التي يستعملها المواطنون بحكم افتقاد أحيائهم للغاز الطبيعي أو الأجهزة الغازية التي تعتمد على الغاز، بحيث عرفت المحلات المختصة في ترويجها إقبالا من طرف المواطنين منهم من يفتقد للجهاز ومنهم من نفدت صلاحية جهازه القديم وراح إلى استبداله بآخر جديد. نسيمة خباجة إلا أن ما أجمع عليه المواطنون هو الغلاء الذي شهدته أسعار تلك المستلزمات التي يتطلب فصل الشتاء حضورها الضروري بكامل البيوت بالنظر إلى البرودة الشديدة التي تميز الطقس، مما أدى إلى التوافد الكبير على محلاتها والاصطدام بتلك الأسعار الملتهبة كونها الفرصة التي لا تعوض لأصحاب المحلات من أجل الربح السهل والسريع على حساب جيوب المواطنين. ما سجلناه على مستوى باب الوادي وبنقاط أخرى، بحيث عبر المواطنون عن دهشتهم من الأسعار التي أعلنها مروجو تلك الأجهزة والتي لا تخدم القدرة الشرائية، منهم إحدى السيدات التي عوّلت على اقتناء جهاز للتدفئة بعد أن فسد جهازها الأول الذي يعود إلى سنوات وتخوفا من العواقب الوخيمة قررت شراء جهاز جديد، إلا أن نار الأسعار لم تمكنها من ذلك ووصل سعر الجهاز إلى 26000 دينار، وقالت إنه مبلغ لا تقوى على توفيره من أجرة زوجها المتدنية مما أجبرها على الانتظار إلى غاية نزول وتيرة الأسعار في الأيام المقبلة خاصة وأن التجار تعودوا على الزيادة في الأسعار في بداية كل فصل ونزولها بمجرد مرور فترة معينة. مواطنون آخرون كانت وجهاتهم النواحي التي اشتهرت في بيع الأدوات الكهرومنزلية بأثمان بخسة على غرار الحميز الذي يعتبر الوجهة الرئيسية لأغلب العائلات لجلب بعض الحاجيات المنزلية في ظل الأسعار المعقولة التي تروج بها السلع على مستوى المحلات، ما أكده مواطنون فروا من لهيب الأسعار ببعض النواحي ووجدوا الحل هناك منهم السيد فريد الذي أكد أن هناك فرقا شاسعا بين ما أعلنته بعض المحلات وبين الأسعار المتداولة بسوق الحميز، بحيث رأى أن الفارق يتعدى 4000 دينار يوفرها الزبون بدل إضاعتها مع بعض التجار الانتهازيين، وحدثنا أنه اختار أن يستغرق وقتا في شراء الجهاز والبحث عن النوعية الجيدة لتفادي أي عواقب وخيمة خاصة وأن أجهزة التدفئة هي أجهزة حساسة وجب عدم التلاعب في انتقائها مما أدى به إلى الحوم حول أكثر من محل على مستوى الحميز لاختيار الأفضل، ورأى أن الأسعار هي ملائمة وتبدأ من سعر 14000 دينار لترتفع إلى 21000 تبعا للنوعية والصنف الجيد. اقتربنا من محمد تاجر مختص في بيع الأجهزة الكهرومنزلية فأخبرنا أن نوعية السلع المطلوبة في مثل هذا الوقت هي معروفة ولا تخرج عن طلب أجهزة التدفئة على عكس الصيف الذي يكون فيه الإقبال أكثر على الثلاجات وكذا المبردات بكل أنواعها، ليضيف أنهم لا يبخلون على مساعدة الزبون في اختيار النوع الجيد الذي يدوم لمدة أطول وتنعدم عيوبه، كما يوصونهم بصيانته بصفة دورية من طرف مختص لاسيما بالنسبة للأجهزة الموصولة بالغاز لتفادي حوادث الاختناق بالغاز التي تكثر في فصل الشتاء.