صرّح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس الاثنين بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر تكتسي (طابعا سياسيا بالدرجة الأولى) لكون البلدين بحاجة إلى تشاور سياسي (مستمرّ) حول عديد القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. قال مدلسي لدى نزوله ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية (أننا نترقّب زيارة هولاند لمعرفة المزيد من التوضيحات التي ينتظرها الشعب الجزائري بخصوص قضية الذاكرة)، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها له إلى الجزائر بعد انتخابه رئيسا وسيكون له أوّل لقاء رسمي مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وأبرز رئيس الديبلوماسية الجزائرية (الثقل السياسي الكبير) لهذه الزيارة التي ستكون (فرصة للتشاور على أعلى المستويات في القضايا الثنائية والاقليمية)، مشيرا إلى أن البلدين في حاجة إلى (تشاور سياسي مستمرّ) من أجل (تعزيز الثقة فيما بيننا وفتح قنوات للتواصل وتبادل المعلومات بغية تحديد مفهوم واضح لموقف كل طرف حول القضايا التي تهمّنا). وبخصوص الماضي الاستعماري لفرنسا بالجزائر أشار مدلسي إلى أن قضية الذاكرة (حتى وإن كانت غير مطروحة كنقطة رسمية في جدول أعمال زيارة هولاند فإننا لا يمكن أن نتجنّب ذكرها)، لا سيّما -مثلما قال- (وأننا نسجل بارتياح التصريحات المشجّعة للسيّد هولاند في هذا الاتجاه). من جهة أخرى، أكّد وزير الخارجية أن كلّ المساعدات اللاّزمة يتمّ تقديمها من أجل تسهيل عودة أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا إلى أرض الوطن. وقال مدلسي: (نحن نعمل من أجل أن تبقى الجالية الجزائرية مندمجة في آن واحد مع الوطن الأمّ ومع سوريا التي احتضنت هذه الجالية منذ زمن بعيد. غير أن الظروف الصعبة التي تمرّ بها سوريا جعلت بعض أفراد هذه الجالية يرغبون في العودة ولو مؤقّتا إلى الجزائر، وأؤكّد أننا نعمل على تقديم كلّ المساعدات اللاّزمة لتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن). وأوضح الوزير أن (المئات من أفراد هذه الجالية التحقوا بأرض الوطن وهناك دفعات جديدة تلتحق بهم يوميا عبر شركة الخطوط الجوية الجزائرية في ظروف ملائمة جدّا)، مشيرا إلى أن سفارة الجزائر في دمشق (فتحت أبوابها لتقديم المساعدات اللاّزمة لأفراد جاليتنا وهذا بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها هذا البلد). في سياق آخر، دعا مدلسي المجتمع الدولي إلى اتّخاذ موقف (شجاع) و(حازم) لوقف العدوان الإسرائيلي الذي يتعرّض له قطاع غزّة منذ الأربعاء الماضي. وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه (لابد من موقف شجاع وحازم للمجتمع الدولي لوقف هذا الاعتداء الهمجي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقّه في إقامة دولته المستقلّة وفقا لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف)، كما أكّد على وجود إرادة من قبل الرئيس محمود عباس (للتقدّم بطلب رسمي من أجل تصويت الجمعية العامّة للأمم المتّحدة لقَبول عضوية فلسطين في الهيئة الأممية)، واصفا هذه الخطوة ب (الهامّة) و(المميّزة) نحو إقامة الدولة الفلسطينية، كما دعا في ذات السياق إلى ضرورة توحيد صفوف كل الفصائل الفلسطينية وهي -كما قال- (مسألة مهمّة في اتجاه تشكيل الدولة الفلسطينية المنشودة). ومن جهة أخرى، أكّد مدلسي أن الأولوية ينبغي أن تكون للحلّ السياسي المبني على الحوار لإنهاء الأزمة في شمال مالي.