نتحدث كثيرا عن المنتخب الوطني وكلنا نحبه رغم اختلافنا في الطريقة إلا أن الهدف واحد أن يرتقي المنتخب إلى مراتب جيدة ويصبح فريقا له مكانة بين الكبار والكل يدرك أن الفريق الجزائري في طور الإنشاء رغم تطوره الملحوظ في السنوات الأخيرة من 2008 إلى يومنا هذا، وكل منا يريد أن يحقق المنتخب شيئا في خاطره لكن لو سألنا أنفسنا ماذا نريد؟؟؟ ما هو مرادنا كجمهور جزائري؟؟؟ لو أردنا بناء فريق قوي ينافس الكبار فهذا لن يكون بين عشية وضحاها ومنتخبنا مازال يبحث عن لاعبين جدد في كل مرة لأن كرة القدم لعبة جماعية ترتكز على الانسجام بين مجموعة اللاعبين ومدى تفاهمهم وتركيزهم داخل المستطيل الأخضر، وبالنظر إلى بنية فريقنا الذي يتكون في الغالب من محترفين لا يلتقون إلى في التربصات وجب إعطاؤهم الكثير من الوقت ليخلقو انسجاما بينهم فيستطيع المدرب تقديم فريق كبير يقدم مستويات جيدة في عالم المستديرة بوصفة شبه ثابثة وحلول إيجابية حسب الظروف، فهذا الاستقرار والانسجام والبحث عن حلول ناجعة لمواجهة الظروف الصعبة كإصابات اللاعبين ونقص المنافسة في أنديتهم يتطلب منا صبرا حتى لو كانت النتائج في البداية غير جيدة لأن الفريق الذي لا يخطئ لا يتعلم وبالمقابل ستكون النتيجة فريقا يلعب كرة جماعية راقية ينافس الفرق الإفريقية والعالمية على المدى البعيد لأنه بني على قاعدة صحيحة غير متسرعة. أما إن أردنا النتائج فقط من الفريق ولم نهتم على أي أساس بني هذا الفريق أكيد أن هذه النظرة الضيقة ستفرض ضغطا على المنتخب لكنه ضغط سلبي مبني على أفكار وهمية ينسجها المشجع بأن المنتخب قوي جدا ويجب عليه الفوز في كل مباراة، أو أنه ليس منتخبا وهذه النظرة تهمس له في أذنه لتقول له إننا في القمة ولا أحد أفضل منا لكنه لو يتمعن جيدا فسيجد أن المنتخب بهده الطريقة سيبنى في وقت سريع لكن الأساس غير موجود أصلا لذلك ستكون النتائج وقتية وتكون الأيام كفيلة بكشف عيوب هذا البناء المتسرع، أما الصدمة فستكون قوية جدا على نفسية هذا الجمهور. إتقان العمل سر نجاحه وأن نبني بيتا في مدة طويلة ونصبر للبرد والظروف (الخسارة) لكنه متين خير من أن نبني بيتا في مدة قصيرة لنختبئ من البرد والظروف لكنه غير متين فيسقط على رؤوسنا. * أخوكم المخلص الحزين